٧٧٣٧ - مسلمة بن القاسم القُرْطُبي، كان في أيام المستنصر الأُموي، ضعيفٌ، وقيل: كان من المشبِّهة. روى عن أبي جعفر الطحاوي، وأحمد بن خالد بن الجَبَّاب، انتهى.
قلت: هذا رجل كبير القَدْر، ما نَسَبه إلى التشبيه إلَّا مَنْ عاداه، وله تصانيفُ في الفن، وكانت له رحلة لقي فيها الأكابر.
قال أبو جعفر المالَقِي في "تاريخه": فيه نظر.
وهو مسلمة بن قاسم بن إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم، جمع تاريخًا في الرجال، شَرَط فيه أن لا يذكر إلَّا مَنْ أغفله البخاري في "تاريخه"، وهو كثير الفوائد، في مجلَّد واحد.
وقال أبو محمد بن حزم: يكنى أبا القاسم، كان أحد المكثرين من الرواية والحديث، سمع الكثير بقرطبة، ثم رحل إلى المشرق قبل العشرين وثلاث مئة، فسمع بالقيروان، وأطرابُلُس، والإسكندرية، وإقْريطِش، ومصر، والقُلْزُم، وجُدَّة، ومكة، واليمن، والبصرة، وواسط، والأُبُلَّة، وبغداد، والمدائن، وبلادِ الشام، وجمع علمًا كثيرًا، ثم رجع إلى الأندلس، فكُفَّ بصره.
أخبرني يحيى بن الهيثم -رجلٌ صالح لقيته بقرطبة، وكان يلزم مجلس أحمد بن محمد بن الجَسُور، يحضر السماعَ عنده حِسْبة-، قال: نام مسلمة بن قاسم ليلة في بيت المقدس، وأبوابُ المسجد عليه مُطْبَقة، فاستيقظ في الليل، فرأى مع نفسه أسدًا عظيمًا راعه، فسكَّن رَوْعَه، وعاود نومه، فلما أصبح سأل معبِّرًا عنه فقال: ذاك جبريل، أَمَا إنه سيُكَفُّ بَصَرُك، فبادِرْ إلى
٧٧٣٧ - الميزان ٤: ١١٢، تاريخ ابن الفرضي ٢: ١٢٨، السير ١٦:١١٠، تاريخ الإسلام ٩٨ سنة ٣٥٣، المغني ٢: ٦٥٨.