للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الاعتذار فيه نظر، فإن كلامَ ابن عديّ يقتضي أنه ليس موضوعًا، وإنما أنكروا عليه سماعَهُ من الهيثم بن جميل، فإنه بعد إيراده من جهته قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم البَلَدي، حدثنا أبي، ومحمدُ بن عوف قالا: حدثنا الهيثم بن جَمِيل، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس. قال ابن عدي: وسمعت حاجبَ بنَ مالك يقول: سمعت محمد بن عوف يقول: ما سمع من الهيثم بن جَمِيل حديثَ الغارِ إلَّا أنا والحسنُ بن منصور البالِسِي.

قلت: فهما هذان الثقتان، ومقتضاه ما ذكرتُ، ومحمد بن عوف ثَبْتٌ، لكن شهادَتَه على النفي يُتَوقَّف فيها.

وقد ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الخطيب: قد رَوَى حديث الغار عن الهيثم بن جَمِيل جماعةٌ، يعني غيرَ إبراهيم بن الهيثم. قال: وإبراهيمُ عندنا ثقة ثَبت، لا يَختلِفُ شيوخُنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإِنكار عليه، لم أرَ مِنْ علمائنا أحدًا يعرفه، ولا يُؤْثِرُ قَدْحًا فيه.

٣٤٢ - ز - إبراهيم بن الوليد بن سَلَمة الطبري، من أهْل طَبَرِية، يَرْوي عن أبيه، وعلي بن عَيَّاش، ورَوْح بن عُبادة، ويَزِيد بن هارون، وابن أبي فُدَيك، وجالَسَ ابنَ عُيَيْنَة.

قال ابن حبان في "الثقات": حدّثنا عنه سعيد بن هاشم (١) بن مَرْثَد بطَبَرِيَّة، يُعتَبَرُ حديثه من غير روايته عن أبيه، لأن أباه ليسَ بشيء.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان مؤذنًا للمأمون، وقَدِمَ الرَّيَّ وهو صدوق.


٣٤٢ - الجرح والتعديل ٢: ١٤٢، ثقات ابن حبان ٨: ٨٤، المتفق والمفترق ١: ٣٢٨.
(١) في الأصول (هشام) وفي حاشية ص: "لعله هاشم". قلت: هو الصواب كما في ط، وستأتي ترجمته [٣٤٩٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>