والمستخرجات، والمسانيد، والأجزاء، والأمالي، والفوائد، والرحلات، والأطراف، والموضوعات بنوعيها، والمصطلح، تراجم وأخبارًا ونتفًا تتعلق بالمجروحين في مظانها وغير مظانها.
بل توسع في ذلك حتى وصل إلى كتب اللغة، والأدب، والشعر، والرقائق، والأخلاق، والعقائد، والتفاسير، على نحو مدهِشٍ مبدَع، فلله دره كم أعجز من بعده!
وقد ذكرت شيئًا من أهم مصادره في المبحث القادم.
وأحب التنبيه إلى أنه جرت عادة الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "فتح الباري" و "هدي الساري" و "تهذيب التهذيب" و "لسان الميزان" وغيرها من كتبه أن يتصرف في بعض الألفاظ، اختصارًا، أو تبديل لفظ بلفظ، أو إيراد العبارة بالمعنى منسوبة لقائلها، رعاية منه للمقام في سبك العبارة وصوغها وإدراجها متسقة مع ما قبلها أو ما بعدها، أو لكونه ينقل في كثير من الأحيان من حفظه، فلا يلتزم بحرفية ما ينقله تمامًا، وإنما يلتزم أن لا يخرج عنه جزمًا، وإن غيّر عبارة صاحب القول، فهذا مما ينبغي لحاظه عند عزو الحافظ ابن حجر ما ينقله إلى قائله أو ناقله.
[المبحث السادس: من مصادر الزيادات في " اللسان"]
تقدم آنفًا إبداع الحافظ ﵀ وبراعته وتفننه في رجوعه إلى مصادر كثيرة، مختلفة الفنون، متنوعة المواضيع، والأنواع، بمنقاش الجهبذ المنقب المتفحص ومصباح العلامة المطّلع المتفنن.
ويمكن توضيح أهم مصادره في أربعة نقاط:
١ - أكثر الحافظ من الرجوع للكتب التالية: تواريخ ابن معين والبخاري وابن أبي حاتم، تاريخ الأندلس لابن الفرضي، الصلة لابن بشكوال، تكملة الكامل لابن طاهر المقدسي، تاريخ الإسلام للذهبي، تاريخ بغداد للخطيب