للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذه الأنواع الثلاثة من الإضافات استمدها المؤلف من شيخه العراقي في كتابه "ذيل الميزان".

ومن إضافاته توسعه في بابي الكنى والمبهمات، فقد أضاف إلى باب الكنى تراجم كثيرة تربو على المئين، ثم أعقب باب الكنى بباب المبهمات متوسعًا ومتفننًا فيه، مقسِّمًا إياه إلى ثلاثة فصول تقدم ذكرها في المبحث الأول، مبينًا إجحاف الذهبي به إجحافًا أشد من إجحافه بباب الكنى.

قال في أول باب المبهمات (١): "قد أجحف المصنف بهذا الباب أكثر مما أجحف بالكنى، مع الاحتياج إلى استيعابهما، فقال لمّا فرغ من الكنى: ذِكْرُ من عرف بأبيه، فذكر عددًا قليلًا، فالزائد منه على ما في "التهذيب" ثلاثة عشر نفسًا.

ثم قال (يريد الذهبي): فصلٌ، فذكر قليلًا ممن ذُكر بلفظ النسب أو بالإضافة، والذي زاد منه على "التهذيب" اثنان، وهما: البزار صاحب "المسنَد" والكلبي، وممن أضيف إلى غيره واحد، وهو غلام خليل.

وقد استوعبت ما اشتمل عليه "اللسان" إلَّا ما شذَّ عني سهوًا". اهـ.

وهذا من تألقه وبراعته ، فإن للكنى والمبهمات أهمية لا يعرفها إلًا المحققون المنقبون، على أنه كانت له أوهام في باب الكنى، كما ذكرته في المبحث الثامن.

وقد تألق الحافظ وأبدع في كثير من التراجم التي صاغها بنفْسه متحررًا من متابعة "الميزان" فقد رجع فيها إلى مراجع لم يرجع إليها الذهبي، واستخلص بمنقاش الجِهْبِذ المطَّلع المتقن المتفنن من بطون كتب الصحابة، والتراجم، والمناقب، والأنساب، والمشتبِه، والعلل، والسؤالات، والتواريخ، والوفيات، والمعاجم، والمشايخ، والأثبات، والسنن، والأحكام، والشروح،


(١) ١٩٥:٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>