وسمعتُ الأزهريَّ يقول: ابن دُوسْت ضعيف، رأيت كتبه كلَّها طَرِيَّةً، وكان يَذْكُر أن أصوله غَرِقت فاستدرك نَسْخَها.
وسألت البَرْقانيَّ عن ابن دُوسْت فقال: كان يسْرُد الحديث من حفظه، وتكلَّموا فيه، وقيل: إنه كان يكتب الأجزاء ويُتَرِّبها ليُظَن أنها عُتُق.
حدثني عيسى بن أحمد الهَمْداني، سمعت حمزة بن محمد بن طاهر يقول: مكث ابن دُوسْت سبعَ عشرة سنة يملي الحديث، وإذا سُئل عن شيء أملى من حفظه في معنى ما يُسأل عنه.
ثم قال عيسى: كان ابن دُوسْت فَهِمًا في الحديث، عارفًا بمذهب مالك، عنده عن إسماعيل الصفَّار مِلْءُ صُندوق، وكان يذاكر بحضرة الدارقطني، ويتكلَّم في علم الحديث، فتكلَّم فيه الدارقطني بذلك السبب، وكان ابنُ أبي الفوارس يُنكِرُ علينا مُضِيَّنا إليه وسماعَنا منه، ثم جاء وسَمعَ منه.
حدثني الصُّوري قال: قال لي حمزة بن محمد بن طاهر، قلت: لخالي أبي عبد الله بن دُوسْت: أراك تُملي المجالسَ من حفظك، فلم لا تُمْلِي من كتابك؟ فقال: انظر فيما أُمْليه، فإن كان فيه زَلَلٌ أو خطأ، لم أُمْلِ من حفظي، وإن كان جميعه صوابًا، فما الحاجة إلى الكتابِ أو كما قال.
مات في رمضان سنة سبع وأربع مئة، انتهى.
قلت: وقع لنا من حديثه، وآخِرُ مَنْ روى عنه عاليًا رِزقُ الله.
٨١٥ - ز- أحمد بن محمد بن كُرَيب، مولى ابن عباس، لا أعرفه. روى عنه الوليدُ بن مسلم خَبرًا منكرًا، عنه، عن أبيه، عن جده، أن ابن عباس قال له: يا غلام، إياك وسَبَّ أصحابِ محمد ﷺ فإن سَبَّهم