ومواضع تعليقها، فليس هو من هواة تكبير الكتب ونفخ الحواشي وملء الفراغات.
٥ - الجمع قطرة قطرة: وهذا يتجلى واضحًا فيما يؤلفه، فمثلًا: كتاب "صفحات من صبر العلماء" جمعه في أكثر من عشرين سنة، كلّما وجد شيئًا يناسب الموضوع كَتَبه في قُصَاصة وجمَعه، حتى غدا كتابًا جميلًا ممتعًا للقارئ والمستمع، وكذا كتاب "قيمة الزمن عند العلماء"، وهكذا سائر مؤلفاته ومحققاته.
٦ - اهتمامه بالفهارس، وإتقانه لها: وذلك في وقت كانت الفهارس التفصيلية نادرةً وغيرَ مألوفة في المكتبة الإسلامية، فأصبح منهجه هذا حافزًا ومثالًا يُحْتَذى، فأبرَزَ ﵀ أهمية الفهرسة رافعًا سمت الكتب العلمية.
وشرطه في ذلك أن تزيد صفحات الكتاب عن مئة صفحة، فإن تحقق ذلك جعل للكتاب فهارس عامة تربو على خمسة فهارس وقد تزيد، وذلك ليكون الراجع إليه والباحث عن طَلِبته فيه سريع الوصول إلى مبتغاه منه بأيسر الطرق وأقصر الوقت، مع أن في ذلك جهدًا كبيرًا ومشقة عسيرة، شكى منهما الوالد ﵀ في مقدمة فهارس كتاب "الانتقاء"، ومع كون الفهرسة غدت ضَرْبًا من التاليف المستقلّ قلَّ من يخلص فيه ويتقنه.
٧ - الإخراج الفني الجميل في الطباعة والغلاف: ففي كل ذلك له ذوق وبصمة مميزة، وساعده في ذلك إخوة أكارم لمّاحين ذواقين كان يطبع عندهم كتبه.
ويعدُّ الوالد ﵀ مثالًا فريدًا ومدرسة مستقلة في فن الطباعة والفهرسة، وانظر في ذلك كتابَه "تصحيحُ الكتب وصنعُ الفهارس المعجمة".
٨ - الذوق في كل ما سبق: وله في كل ما ذكرت قصص أعرضت عن ذكرها لضيق المقام.
٩ - توجهه للتحقيق أكثر منه للتأليف: لتواضعه وهضمه لنفسه، ولأنه يرى أن "إتمام بناء الآباء خيرٌ مئة مرة من إنشاء البناء من الأبناء، فضلًا عن أنه