وقال يحيى بن منده: قدم المؤتمن أصبهان، وسمع من والدي كتاب "معرفة الصحابة"، و "كتاب التوحيد"، و"الأمالي"، و "حديث ابن عيينة" لجدي، فلما أخذ في قراءة "غرائب شعبة"، بدأ في حديث عُمر في لُبْس الحرير، فلما انتهى إلى هذا الحديث، كان الوالدُ في حال الانتقال إلى الآخرة، وقَضَى نَحْبَه عند انتهاء ذلك.
قال يحيى: وهذا ما رأينا وشاهدنا وعلمنا، ثم قدم ابن طاهر سنة ست وخمس مئة، وقرأ عليه أبو نصر اليُوْنارْتي جزءًا من الحكايات، فيه: سمعتُ أصحابنا بأصبهان يقولون: إنما تمم الساجي كتاب "معرفة الصحابة" على أبي عمرو بعد موته، وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النَّزْع، ثم مات وهو يقرأ عليه، فكان يُصَاح به: نُرِيد أن نغسّل الشيخ!
قال يحيى: فلما سمعتُ ذلك قلت: ما جرى ذلك، يجب أن يُصْلَح هذا، فإنه كذبٌ وزُور، وكتب اليُونارْتي في الحال على حاشية النسخة صورةَ الواقعة، وكان - والله - المؤتمنُ ورعًا، زاهدًا، صابرًا على الفقر، وكانت قراءته "لمعرفة الصحابة" قبل موت الوالد بشهرين.
وقال ابن ناصر: سألته عن مولده فقال: في صفر سنة ٤٤٥، وتوفي في صفر سنة سبع وخمس مئة، وكان فَهِمًا عالمًا ثقة مأمونًا.
[من اسمه مَوْج ومَوْدُود ومُوَرِّق]
٧٩٧٢ - ز- مَوْج، مجهول الحال، شيخ كوفي، يكنى أبا الزناد، يروي عن زيد بن علي بن الحسين. روى عنه عبيد بن اصطفى، والحكم بن ظُهَير. ذكره الخطيب في "المؤتلف".
= يفهم الحديث غير المؤتمن، وبأصبهان إسماعيل بن محمد" وبين العبارتين فرق واضح.