للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٢٦٦ - عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر بن أبي داود]

الحافظ الثقة صاحب التصانيف. ⦗٤٩١⦘

وثقه الدارقطني فقال: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.

وذكره ابن عَدِي فقال: لولا ما شرطنا وإلا لما ذكرته إلى أن قال: وهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه هو مقبول عند أصحاب الحديث.

وأما كلام أبيه فما أدري أيش تبين له منه.

حدثنا علي بن عبد الله الداهري سمعت أحمد بن محمد بن عَمْرو كركرة سمعت علي بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله كذاب.

قال ابن صاعد: كفانا ما قال أبوه فيه.

ثم قال ابن عَدِي: سمعت موسى بن القاسم بن الأشيب يقول: حدثني أبو بكر سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر بن أبي داود كذاب.

وسمعت أبا القاسم البغوي وقد كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجده فلما قرأ رقعته قال: أنت والله عندي منسلخا من العلم. ⦗٤٩٢⦘

وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء.

وسمعت محمد بن الضحاك بن عَمْرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن منده بين يدي الله أنه قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري عن عروة قال: حفيت أظافير فلان من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قلت: وهذا لم يسنده أبو بكر إلى الزهري فهو منقطع ثم لا يسمع قول الأعداء بعضهم في بعض ولقد كاد أن يضرب عنق عبد الله لكونه حكى هذا فشد منه محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني وخلصه من أمير أصبهان أبي ليلى.

وكان انتدب له بعض العلوية خصما ونسب إلى عبد الله المقالة وأقام الشهادة عليه ابن منده المذكور، ومُحمد بن العباس الأخرم وأحمد بن علي بن الجارود فأمر أبو ليلى بقتله فأتى الهمداني وجرح الشهود ونسب ابن منده إلى العقوق ونسب أحمد إلى أنه يأكل الربا وتكلم في الآخر وكان ذا جلالة عظيمة.

ثم قام وأخذ بيد عبد الله وخرج به من فك الأسد فكان يدعو له طول حياته ويدعو على الشهود. حكاها أبو نعيم الحافظ وقال: فاستجيب له فيهم منهم من احترق ومنهم من خلط وفقد عقله.

قال أحمد بن يوسف الأزرق: سَمِعتُ ابن أبي داود يقول: كل الناس في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

قال ابن عَدِي: كان في الابتداء نسب إلى شيء من النصب فنفاه ابن الفرات من بغداد فرده علي بن عيسى فحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل وصار شيخا فيهم. ⦗٤٩٣⦘

قلت: كان قوي النفس وقع بينه وبين ابن صاعد وبين ابن جرير نسأل الله العافية.

قال ابن شاهين: أراد الوزير علي بن عيسى أن يصلح بين أبي بكر بن أبي داود، وَابن صاعد فجمعهما وحضر القاضي أبو عمر فقال الوزير لأبي بكر: أبو محمد بن صاعد أكبر منك فلو قمت إليه فقال: لا أفعل فقال له: أنت شيخ زيف قال أبو بكر: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال أبو بكر: هذا , ثم قال: أتظن أني أذل لأجل رزق يصل إلي على يدك والله لا أخذت من يدك شيئا أبدا وعلي مِئَة بدنة إن أخذت منك شيئا فكان المقتدر بعد يزن رزقه بيده ويبعثه على يد خادم.

وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي رضي الله عنه. فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس.

قلت: وقد قام ابن أبي داود وأصحابه - وكانوا خلقا كثيرا - على ابن جرير ونسبوه إلى بدعة اللفظ فصنف الرجل معتقدا حسنا سمعناه تنصل فيه مما قيل عنه وتألم لذلك. ⦗٤٩٤⦘

وقد كان أبو بكر من كبار الحفاظ والأئمة الأعلام حتى قال الخطيب: سمعت الحافظ أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر أحفظ من أبيه أبي داود.

وروى ابن شاهين، عَن أبي بكر أنه كتب في شهر، عَن أبي سعيد الأشج ثلاثين ألفا.

وقال أبو بكر النقاش - والعهدة عليه -: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: إن تفسيره فيه مِئَة ألف وعشرون ألف حديث.

قلت: ولد سنة ٢٣٠ ورحل به أبوه فلقي الكبار وسمع من عيسى بن حماد صاحب الليث بن سعد وطبقته وانفرد عن طائفة.

قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان: ذهب أبو بكر إلى سجستان فاجتمعوا عليه وسألوه أن يحدثهم فقال: ليس معي كتاب فقالوا: ابن أبي داود وكتاب؟ قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث.

فلما قدمت قال البغداديون: لعب بأهل سجستان ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير ليكتب لهم النسخة فكتبت وجيء بها فعرضت على الحفاظ فخطؤوني في ستة أحاديث منها ثلاثة رويتها كما سمعت.

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سَمِعتُ ابن أبي داود يقول: حدثت بأصبهان من حفظي ستة وثلاثين ألف حديث ألزموني الوهم في سبعة أحاديث فلما رجعت وجدت في كتابي خمسة منها على ما حدثتهم.

قال صالح بن أحمد الحافظ: أبو بكر بن أبي داود إمام العراق كان في وقته ببغداد مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ.

وقال ابن شاهين: أملى علينا أبو بكر سنين وما رأيت بيده كتابا وبعدما عمي كان ابنه أبو معمر يقعد تحته بدرجة وبيده كتاب فيقول: حديث كذا فيقول من حفظه حتى يأتي على المجلس. ⦗٤٩٥⦘

ولقد قام أبو تمام الزينبي فقال له: لله درك ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي فقال أبو بكر: كل ما كان يحفظ إبراهيم فأنا أحفظه وأنا أعرف الطب والنجوم وما كان يعرف. رواها أبو ذر، عَنِ ابن شاهين.

أخبرنا أبو المعالي القرافي أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر أخبرنا سعيد بن البنا أخبرنا محمد بن محمد الهاشمي أخبرنا محمد بن عمر الوراق من أصله حدثنا عبد الله بن أبي داود , حَدَّثَنا عيسى بن حماد , حَدَّثَنا الليث عن سعيد المقبري، عَن أبيه، عَن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مِئَة سنة ... .

أخرجه مسلم والنسائي عن قتيبة عن الليث.

مات أبو بكر في آخر سنة ٣١٦ وصلى عليه زهاء ثلاث مِئَة ألف نفس وصلوا عليه ثمانين مرة وخلف ثمانية أولاد وإنما ذكرته لأنزهه. انتهى.

وقال الخليلي: حافظ إمام وقته عالم متفق عليه احتج به من صنف الصحيح: أبو علي النيسابوري، وَابن حمزة الأصبهاني.

وكان يقال: أئمة ثلاثة في زمن واحد: ابن أبي داود، وَابن خزيمة، وَابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>