الإِقراء، وانفرد بالشام وطرابُلُس وفِلَسطين بعد ابن البَرَّاج، وولي القضاء بعده بطرابُلُس، وكان تلميذ القاضي ابن البَرَّاج.
وله كتاب "عيون الأدلة في معرفة الله"، و "التبصرة في معرفة المذهبين الشافعية والإِمامية"، و "البيان في خلاف الإِمامية والنعمان"، و "المُقْتَبَس في الخلاف مع مالك بن أَنَس"، و "النُّور في عِبادة الأيام والشهور".
قال ابن أبي طي: أظنه قُتل عندما ملكَتْ الفَرَنْجُ صَيْدا، فإنه كان تحول إليها، واتخذ بها دارًا للكتب، جَمَع فيها أزيدَ من أربعة آلافٍ مجلَّدة، وقيل: إنه تحوَّل إلى دمشقَ ومات بها.
قال: وذكره ابن عساكر فقال: كان جليلَ القَدْر، يرجع إليه أهل عقيدته، وكان عظيم الصلاة والتهجد، لا ينام إلَّا بعض الليل، وكان صمتُه أكثر من كلامه.
قلت: لم أر له ذكرًا في "تاريخ ابن عساكر".
وحكى الراشدي تلميذه قال: جَمَع ابنُ عَمَّار بين أبي الفضل، وبين بعض الفقهاء المالكية، فناظره في تحريم الفُقَّاع، وكان فصيحًا، فنطق بالحجة، فانزعج المالكيُّ وقال له: كُلْنِي، فقال في الحال: ما أنا على مذهبك، يريد أنَّ مذهَبَه جوازُ أكلِ الكلب.
وقال له ابن عمار: ما الدليل على حَدَث القرآن؟ قال: النَّسْخُ، والقديم لا يتبدَّل، ولا يدخله زيادةٌ ولا نقص.
قلت: هذا هَذَيان، والنَّسْخ إنما دخل على الحُكْم فقط، وله أشياء من هذا.
١١١٥ - ز - أسعد بن عُمر بن مسعود الجَبَلي، بفتح الجيم والموحَّدة، أخذ عن الذي قبله، وصنَّف في الرَّد على الإِسماعيلية والنُّصَيرية وغيرهم، قاله ابن أبي طي، قال: وكان من عُلماء الإِمامية.