للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالتمسك بالمذهب من حيث هو إذا كان على عصبية أو غيرِ معرفة، فهذا من النقص في الإنسان، ولا يصح للإنسان أن يعتقد أنه إذا كان والده حنبليًا ينبغي أن يكون حنبليًا، أو شافعيًا أن يكون شافعيًا، يمكن أن يكون هكذا وهكذا وهكذا، وهذا من سِعَة الإسلام، لأن اتباع أي مذهب هو اتّباع للكتاب والسنَّة، وهذا الاجتهاد ظني، فيجوز للإنسان أن يأخذ به من قول هذا العالم أو قول هذا العالم، أما التعصب والتحزب فهذا ليس من مبدأ المسلمين، ليس من مبدأ الإسلام وليس من مبدأ الفقه، لذلك الإمام أبو حنيفة خالفه أصحابه ودونوا خلافاتهم بوجوده ولا حرج، لأن هذا دين الله ينبغي الاجتهاد في تحصيل الأصح منه، فلذلك هذا الَّذي يقال فيه تعصب أوتحزب، أو تمسُّك ببعض المذاهب ولا يحيد الإنسان عنها، هذا من النقص النفسي، فينبغي للإنسان أن يعدِل عنه ويكون واسع الصدر، واسع الرأي، واسع القلب، يقدِّر كل إمام بفضله وكرمه وعلمه ومقامه العظيم … ، فليس أحد من الأئمة أفضل من الآخر، وكلهم من رسول الله مقتبس وملتمس، والله أعلم. اهـ كلامه رحمه الله تعالى.

* شيوخه:

بلغ عدد شيوخ والدي قرابة مئة وعشرين عالمًا، أكثرهم من علماء حلب والأزهر ببلديِّيْه وزائريه، ثم من علماء الهند وباكستان والمغرب، ثم من علماء الحجاز ونجد.

وليس ذا مقام بسطهم واستيعابهم فقد جمعهم واستوفاهم الصاحب المقرّب لوالدي الأخ الكريم الفاضل الأستاذ محمد بن عبد الله الرشيد في كتابه الماتع "إمداد الفتاح بأسانيد ومرويّات الشيخ عبد الفتاح"، وإنما هي كلمات عاجلة في تعدادهم مع ذكر شيء من مناقبهم وعلاقته بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>