٥٩٤ - أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء، المَعَرِّي اللغوي الشاعر. روى "جُزءًا" عن يحيى بن مِسْعَر، عن أبي عَرُوبة الحراني. له شِعْرٌ يدل على الزَّنْدَقة، سُقْتُ أخبارَه في "تاريخي الكبير"، انتهى.
هو أحمد بن عبد الله بن سُليمان بن محمد بن سُليمان بن أحمد بن سُليمان بن داود بن المطهَّر بن زياد بن ربيعة، أبو العلاء المَعَرِّي اللغوي، الشاعرُ المشهور، وكان عَجَبًا من الذكاء المُفْرِط، والاطلاعِ على اللغة.
ولد سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، وجَدِر في السنة الثالثة من عمره فعَمِي منه، فكان يقول: لا أعرفُ من الألوان إلَّا الأحمر، وأخذ العربية عن أصحاب ابن خالَوَيه، وعلى والده، ومحمد بن عبد اللّه بن سعد النحوي.
وكان قانعًا باليسير، له وقف يَحْصُل منه في العام نحو ثلاثين دينارًا، قرَّر منها لمن يخدُمه النصفَ، وكان غذاؤه العَدَس، وحلاوته التِّينَ، ولباسه القُطْنَ، وفِراشه لُبَّادًا.
وكان لا يحمل مِنَّة أحدٍ، ولو تكسَّب بالمدح والشعر لنال دُنيا ورياسة.
وسافر إلى بغداد سنة ٣٩٩، فسمعوا منه ديوانه المعروف "بسَقْطِ الزَّنْد" وعاد إلى المعرَّة سنة أربع مئة، فلزم منزله، وسمَّى نفسه رَهْنَ المَحْبِسَينِ، يعني منزلَه وبَصَرَه، وقُصِد من النواحي، ويقال: إنه كان يحفظ ما يَمُرُّ بسَمْعه.
وسمع من يحيى بن مِسْعَر التَّنوخي صاحبِ أبي عَرُوبة "جُزءًا"، ومن أبي الفتح محمد بن الحسين صاحب خَيْثَمة، وصار يُمْلي تصانيفه، ومكث بضعًا وأربعين سنةً لا يأكل اللحم.
٥٩٤ - الميزان ١: ١١٢، تاريخ بغداد ٤: ٢٤٠، معجم الأدباء ١: ٢٩٥، إنباه الرواة ١: ٨١، وفيات الأعيان ١: ١١٣، السير ١٨: ٢٣، تاريخ الإِسلام ١٩٨ - ٢٢٠ سنة ٤٤٩، الوافي بالوفيات ٧: ٩٤. وانظر "تعريف القدماء بأبي العلاء".