للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رفعه: "لا يُقْبَل قولٌ إلَّا بعَمَل، ولا عملٌ إلَّا بنية، ولا يقبل مع ذلك إلَّا بإصابة السُّنة".

قال النَّباتي بعد ذِكْرِه: أحاديثُ بَقِيَّة، ليست نَقِيَّة.

قلت: وأبان في الضَّعف أشدُّ منهما بكثير، ويحتمل عندي أن يكون هو البصريَّ نسيبَ ابنِ سيرين (١).

١١٩٢ - ز- إسماعيل بن عبد الله الرُّعَيْنِيّ، شيخٌ من الأندلس، حكى عنه مُنْذِر بن سعيد القاضي: أنه كان يُنكر بعثَ الأجساد ويقول: إن النفس ساعةَ فِرَاقها للجَسَد، تصير إلى مَقَرِّها في الجنة أو النار.

وحكى ابن حزم عن ثِقَتَين من أصحابه، أنهما سمعاه يقول: إن الله يأخذ من الأجساد جُزْءَ الحياة منها.

قال ابن حزم: فكان إسماعيلُ مختفيًا في بِجايَة مدة، وأقمتُ أنا بها، فلم أجتمع به، وكان له حظ عظيم من نُسُك وعبادة، وكان من أتباع ابن مَسَرَّة القَدَري، ولما بلغ ذلك بعضَ رُفْقَتِه تبرَّأ منه، مثل إبراهيمَ بن سهل الأُرْبُولي وحَكَمِ بن المنذر، وكانا قبل ذلك يتواليانه، والله أعلم.

قال فكان يقول: إن العالَمَ لا يَفنَى أبدًا، ولكنه يكون هكذا أبدًا بلا نهاية.

وحكى سِبْطُهُ يحيى بن أحمد الطَّبيب، أن جده كان يقول: إن العَرْش هو الذي يدبِّر العالم. وكان يقول: إن الله أجلُّ من أن يوصف بأنه يَفْعَلَ شيئًا أصلًا.

قال ابن حزم: وسألتُ هارونَ بن إسماعيل عن هذا، فأنكره وكَذَّب ابنَ أخته فيما حكاه. وقال أيضًا: كان إسماعيلُ بلغ من الزهد والعبادة شيئًا


(١) إسماعيل البصري ترجمته في "تهذيب الكمال" ١١٣:٣ و "تهذيب التهذيب" ١: ٣٠٧.
١١٩٢ - الفصل في الملل ٤: ١٣٨ و ٥: ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>