للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تسمية الكتاب بلسان الميزان]

تسميةُ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى كتابه هذا باسم "لسان الميزان" لها مدلول علمي دقيق عميق، أُوضِّحه فيما يلي:

سمَّى الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى كتابه "ميزانَ الاعتدال في نقد الرجال"، وفي تسميته هذه مدلول علمي هام، وهو أن من ألَّف قبله في تراجِم الرجال المُنتَقَدين، كان في تأليفه شيء من التساهل والتسامح أو التشدد والتعنُّت، فألمع الحافظ الذهبي بهذه التسمية إلى وقوع ذلك ممن سبقه في تأليف تراجم الرجال وأشار إلى أن كتابه تفادَى فيه الشططَ والعَنَت والتساهل والتسامح، فأقامه وأسَّسه على النقد المعتدل الذي لا وَكْسَ فيه ولا شَطَط. فسماه "ميزان الاعتدال"، وهو ملحظ صحيح وجيه، لا ينتبه كل قارئ لدلالته التي أشرت إليها.

وجاء الحافظ ابن حجر فأربَى على الحافظ الذهبي في دقة تسمية كتابه باسم "لسان الميزان"، مشيرًا بكلمة (اللسان) التي أدخلها على (الميزان)، إلى أن كتابه هو الفيصلُ الحَكَمُ في بابِهِ وموضوعِه، لشدة ضبطِ عِياره في الوزن، كما يُضبطُ عيارُ وزنِ الذهب واللؤلؤ، باستقامةِ (لسان الميزان) لا مَيْلَ فيه إلى يمين أو يسار، وعلى هذا فكلمةُ (اللسان) ليست من باب الإقحامِ وتسميةِ الكتاب باسمٍ يميزه عن (الميزان)، بل هي نظرة دقيقة بارعة من إمامٍ بارع دقيقٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>