٦١٨٠ - ز - قَيْس بن تميم الطَّائي، المعروفُ بالأشَجِّ، من بابَةِ رَتَنٍ. حدَّث في سنة ٥١٧ بمدينة كِيْلان عن النبي ﷺ، وعن علي بن أبي طالب.
فروى عنه أبو الخير أحمد بن يوسف الطالَقَاني، ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد بن أحمد الحارثي المروزي، ومحمود بن علي الطِّرازي، وغيرهم، أنهم سمعوه يقول: خرجت من بلدي هَضِيْمِيَة، قال: وكنا أربع مئة وخمسين رجلًا للتجارة، فلما بلغنا قريبًا من مكة فقدنا الطريقَ، فذَكَر أن علي بن أبي طالب لقيهم وحدَه، وصال عليهمَ ثلاث صَوْلاتٍ، قتل في كلِّ مرةٍ مئة أو أكثر، فبقي منهم: ثلاثة وثمانون رجلًا، فاستأمنوه.
فأمَّنهم وعرض عليهم الإِسلام فأسلموا، وذهب بهم إلى رسول الله ﷺ وهو يقسِّم غنائمَ بَدْر، قال: فأجلسني بين يديه، وكنت ابنَ ستٍ وعشرين سنة، وكان الفصلُ فصلَ الربيع، وأوان الوَرْد، فجاء رجل إلى النبي ﷺ بوَرْدٍ، فأخذه بيده اليمنى وشَمَّه ثم قال:"من شَمَّ الورد الأحمرَ ولم يُصَلِّ عليَّ فقد جفاني".
قال: فسأله عليّ أن يَهَبني له، فوهبني له، فذهب بي إلى مكة، فاستأذنتُه في الرجوع إلى أهلي فأَذِن لي، ثم قدمتُ عليه بعد قتل عثمان فلزمتُه، فكنتُ صاحبَ رِكابه.
وكانَتْ لعلي بَغْلةٌ جَمُوح، فأصاب الرِّكابُ رأسي، فسال الدمُ من رأسي، فجاء علي وشَدَّ شَجَّتي بيده وقال: يا أشجُّ مد الله في عمرك مَدًّا، قال: فرجعتُ إلى بلدي هَضِيميَة، فوجدتها قد خربت، فاشتغلت بالعبادة إلى أن بلغ المُلْكُ