وهذا صحابي معروف، وجدُّه ربيعة بن هلال من رَهْط أبي عبيدة بن الجراح. ذكره أبو معشر والواقدي في البَدْريين، وكانت أخت أبي عبيدة بن الجراح تحته، وقال ابن سعد: مات سنة ثلاثين.
وأما موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وابن الكلبي، فسمَّوه: عَمْرو بن أبي سَرْح.
٧٨٥٦ - ز - مَعْمَر بن شَبِيب بن شَيْبَة، أخرج المعافَى في المجلس الرابع والستين من "الجَلِيس" له حكاياتٍ عن محمد بن مخلد، عن محمد بن الحسن بن ميمون، عن وَرِيْزة بن محمد، عنه، منكرة، منها: أنه سمع المأمون يقول: امتحنتُ الشافعيَّ في كل شيء فوجدته كاملًا، وقد بقيت خَصْلة، وهو أن أسقيَه من النَّبِيذ ما يغلب على الرجل الجيِّد العقل، قال: فحدثني ثابتٌ الخادم أنه استدعَى به فأعطاه رَطْلًا فقال: يا أمير المؤمنين ما شربتُه قط، فعَزَم عليه فشربه، ثم وَالى عليه عشرين رطلًا فما تغيَّر عقلُه، ولا زال عن حُجَّةٍ.
قال المعافى: اللّه أعلم بصحة هذه الحكاية.
قلت: لا يخفى على من له أدنى معرفةٍ بالتاريخ أنها كذبٌ، وذلك أن الشافعي دخل إلى مصر على رأس المئتين، والمأمونُ إذ ذاك بخراسان، ثم مات الشافعي بمصر سنةَ دَخَل المأمون من خراسان إلى العراق، وهي سنة أربع ومئتين، فما التقيا قطُّ والمأمونُ خليفة. وكيف يُعتقد أن الشافعي يفعل ذلك وهو القائل: لو أن الماء الباردَ يفسد مروَّتي ما شربتُ الماء إلَّا حارًا!؟ والعَجَب أنه أوردها بهذا الإِسناد بعينه عَقِب خبر معمر هذا، ولم يجزم ببطلانها!