٥١٠١ - عثمان بن أحمد بن السَّمَّاك، أبو عمرو الدَّقَّاق، صدوق في نفسه، لكنه راويةٌ لتلك البلايا عن الطُّيور، كوصية أبي هريرة، فالآفة مِن فوق، أما هو فوثَّقه الدارقطني.
وقال ابن السماك: وجدت في كتاب أحمد بن محمد الصوفي: حدثنا إبراهيم بن حسين، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعًا مِن أسمَجِ الكذب متنُه:"من أدرك منكم زمانًا يطلبُ فيه الحاكةُ العلمَ، فالهربَ الهربَ، قيل: أليسوا من إخواننا؟ قال: هم الذين بالُوا في الكعبة، وسرقوا غَزْلَ مريم، وعِمَامة يحيى، وسَمَكة عائشة من التنُّور".
وهذا الإِسناد ظلماتٌ، وينبغي أن يُغمز ابنُ السماك لروايته لهذه الفضائح، انتهى.
ولا ينبغي أن يغمز ابنُ السماك بهذا. ولو فتح المؤلف على نفسه ذكر من روى خبرًا كذبًا، آفته من غيره، ما سلم معه سوى القليل من المتقدمين، فضلًا عن المتأخرين.
وإني لكثير التألّم من ذكره لهذا الرجل الثقة في هذا الكتاب بغير مستَنَد ولا سَلَف، وقد عظَّمه الدارقطني، ووَصَفه بكثرة الكتابة والجِدّ في الطلب، وأطراه جدًّا.
وقال الحاكم في "المستدرك": حدثنا أبو عمرو بن السماك الزاهدُ حقًّا.
قلت: وهو مع ذلك عالي الإِسناد، قد لحق بعضَ شيوخ البخاري، ومات بعد البخاري بنحو من مئة سنة.
= ٤: ٣٥١، الأنساب ٧: ٢٠٤، المنتظم ٦: ٣٧٨، العبر ٢: ٢٧، المغني ٢: ٤٢٤، السير ١٥: ٤٤٤، البداية والنهاية ١١: ٩٢٢، غاية النهاية ١: ٥٠١، شذرات الذهب ٢: ٣٦٦.