٦٢٨٨ - المبارك بن عبد الجبار، أبو الحسين ابن الطُّيُوري، شيخ مشهور مكثر ثقة، ما التفت أحدٌ من المحدِّثين إلى تكذيب مؤتَمَن الساجي له. مات سنة خمس مئة ببغداد، انتهى.
قال السمعاني: كان محدثًا مكثِرًا، صالحًا أمينًا صدوقًا، صحيحَ الأصول، صينًا ديِّنًا ورعًا حسنَ السَّمْت، كثيرَ الكتابة والخير. سمع الناسُ بإفادته من الشيوخ، ومَتَّعه اللّه بما سمع، حتى انتشرت الرواية عنه، وصار أعلى البغداديين سماعًا.
سمع أبا علي بن شاذان والحُرْفي والطناجِيري والعَتِيقي والخلال والفالي والصُّوري والعُشَاري وخلقًا. ورحل فسمع بالبصرة من أبي علي الشامُوخي وغيره.
قال السمعاني: أكثر عنه والدي، وحدثنا عنه أبو طاهر السِّنجي، وأبو المعالي الحُلْواني بمرو، وإسماعيل بن محمد بأصبهان، وخلقٌ يطول ذكرهم.
وكان المؤتمن الساجي سيِّئ الرأي فيه، وكان يرميه بالكذب، ويصرِّح بذلك، وما رأيت أحدًا من مشايخنا الثقات يوافقه، فإني سألت جماعة مثل عبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر وغيرهما، فأحسنوا عليه الثناء، وشهدوا له بالطلب والصدق والأمانة.
وسمعت سَلْمان بن مسعود الشَّحّامَ يقول: قدم علينا أبو الغنائم بن النَّرْسِي، فانقطعتُ عن مجلس الطُّيوري أيامًا، واشتغلنا بالسماع منه، فلما مَضَينا إلى ابن الطيوري قال: أين كنتم؟ قلنا: قدم شيخ من الكوفة، قال: فأيشٍ
= لابن الأثير ١٠: ٤٣٩، السير ١٩: ٢١٣، العبر ٣: ٣٥٨، المغني ٢: ٥٤٠، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٣٨٥، مرآة الجنان ٣: ١٦٢، تبصير المنتبه ٣: ٨٤٥، شذرات الذهب ٣: ٤١٢.