وقد ذبَّ ابن الجوزي عن أبي الحسن التميمي، وردَّ قول مَنْ اتَّهمه بالوضع، فقال في "المنتظم" ٧: ١١٠، "وقد تعضَب عليه الخطيب -وهذا شأنه في أصحاب أحمد- فحكى عن أبي القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي العكبري: أن التميمي وضع حديثًا، وهذا العكبري لا يعوَّل على قوله، فإنه لم يكن من أهل الحديث والعلم، إنما كان يعرف شيئًا من العربية، ولم يرو شيئًا من الحديث، وكان أيضًا معتزليًّا يقول: إن الكفار لا يخلَّدون في النار. فقد أنفق هذا الأسدي مُبْغِضًا لأصحاب أحمد، طاعنًا في أكابرهم، وأنفق الخطيب يبهرج إذا شاء بعصبية باردة، فإنه إذا ذكر المتكلّمين من المبتدعة عظَّم القوم، وذكر لهم ما يقارب الاستحالة، فإنه ذكر- "تاريخ بغداد" ١٠: ١٤٤ - عن ابن اللبان أنه قال: حفظت القرآن ولي خمس سنين. وحكى عن ابن رزقويه: أن التميمي وضع في "مسند أحمد" حديثين، ويجوز أن يكون قد كتب في بعض المسانيد من "مسند أحمد" من مسموعاته من غير ذلك "المسند". ومتى كان الشيء محتملًا: لم يجز أن يقطع على صاحبه =