للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكي عن ميمون بن هارون أنه قال: قال لي الجاحظ: أهديت كتاب "الحيوان" لابن الزيات، فاعطاني خمسة آلاف دينار، وأهديت كتاب "البيان والتَّبَيُّن" (١) لابن أبي دُؤَاد، فأعطاني خمسة آلاف دينار، وأهديت كتاب "النخل والزرع" لإِبراهيم الصولي، فأعطاني خمسة آلاف دينار، قال: فلستُ أحتاج إلى شراء ضَيْعةٍ ولا غيرها.

وسرد النديمُ كتبه وهي مئة ونيف وسبعون كتابًا في فنون مختلفة.

وقال ابن حزم في "الملل والنحل": كان أحدَ المُجَّان الضُّلَّال، غلب عليه الهَزْل، ومع ذلك فإنا ما رأينا له في كتبه تعمُّدَ كِذْبة يوردها مُثبِتًا لها، وإن كان كثيرَ الإِيراد لكذبِ غيره.

وقال أبو منصور الأزهري في مقدمة "تهذيب اللغة": وممن تكلَّم في اللغات بما حصره لسانُه (٢)، وروى عن الثقات ما ليس من كلامهم: الجاحظُ، وكان أوتي بَسْطة في القول، وبيانًا عذبًا في الخطاب، ومجالًا في الفنون، غير أن أهل العلم ذَمَّوهُ، وعن الصدق دفعوه.

وقال ثعلب: كان كذابًا على الله، وعلى رسوله، وعلى الناس.

٥٧٨١ - عمرو بن بشر العَنْسي، عن الوليد بن أبي السائب، صدوق.


(١) (التَّبَيُّن) شكله في ص بفتح الموحدة وضمّ الياء المشدَّدة، وهو الصحيح، أما ما شاع على الألسنة أنه (التبيين) فليس بصحيح، لأن البيان هو التبيين، ففيه تكرار. ثم إن النسخ العتيقة من هذا الكتاب تؤكد أن اسمه على الصحيح هو (البيان والتبيُّن) وانظر: "قطوف أدبية" للأستاذ عبد السلام هارون -رحمه الله تعالى- ص ٩٧ و ٩٨.
(٢) في مقدمة "تهذيب اللغة"، ١: ٣٠ "بما حَضَر لسانَه … ".
٥٧٨١ - الميزان ٢٤٧:٣، التاريخ الكبير ٣١٧:٦، كنى مسلم ٩١، ضعفاء العقيلي ٣: ٢٥٨، الجرح والتعديل ٦: ٢٢٢، ثقات ابن حبان ٨: ٤٧٩، المؤتلف =

<<  <  ج: ص:  >  >>