للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٩٩٦ - (ز): إسحاق بن إبراهيم بن ماهان ويقال: ميمون الموصلي أبو محمد ويقال له: أبو صفوان المغني المشهور.]

قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمته: روى الحديث ولقي أهله مثل مالك، وَابن عُيَينة وإبراهيم بن سعد، وَأبي معاوية الضرير، وَغيرهم من شيوخ العراق والحجاز، روى عنه ابنه حماد، ومُحمد بن عطية.

وكان ابن الأعرابي يصفه بالصدق والحفظ.

وقال إبراهيم الحربي: كان ثقة عالمًا.

وقال الخطيب: كان حسن المعرفة حلو النادرة جيد الشعر سخيا. ⦗٣٩⦘

وموضعه من العلم ومكانه من الأدب ومحله من الرواية وتقدمه في الشعر ومنزلته في المجالس أشهر من أن يدل عليها وأما الغناء فكان أصغر علومه حتى كان المأمون مع معرفته وعلمه يقول: لولا ما سبق لإسحاق وشهر به عند الناس من الغناء لوليته القضاء بحضرتي لأنه أعف وأصدق وأكثر دينا وأمانة من كثير من القضاة.

ثم ساق بسند له إليه قال: بقيت دهرًا من دهري أغلس كل يوم إلى هشيم فأسمع منه ثم أصير إلى الكسائي فأقرأ عليه جزءًا من القرآن ثم أصير إلى زلزل فيضاربني طرقين أو ثلاثة ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما ثم أصير إلى أبي فأعلمه بما صنعت.

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: كنت عند ابن عائشة فجاءه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فرحب به وقال: ها هنا يا أبا محمد إلى جنبي.

وبسند آخر إليه قال: صرت إلى ابن عُيَينة لأسمع منه فصعب مرامه فسألت الفضل بن الربيع فكلمة ففرض لي خمسة عشر حديثًا في كل مجلس فحدثني يومًا فقلت له: هذا أعزك الله صحيح كما حدثتني؟ قال: نعم قلت: فأرويه عنك؟ قال: نعم وضحك إليَّ وقال: سرني ما رأيت من تيقظك وتشددك في الحديث فصر إلي متى شئت حتى أحدثك بما شئت.

ثم روى بسند له إلى حماد بن إسحاق، عَن أبيه قال: رأيت في منامي كأن جريرا يعني الشاعر ينشدني من شعره وأنا أسمع فلما فرغ أخذ بيده كبة من شعر فألقاها في فمي فابتلعتها فأوله بعض من ذكرته له أنه ورثني الشعر.

وقال علي بن يحيى المنجم: سأل إسحاق المأمون أن يأذن له في الدخول إليه مع أهل العلم والأدب فأذن له ثم سأله أن يأذن له في الدخول مع الفقهاء فأذن له. ⦗٤٠⦘

وذكر الصولي عن إبراهيم بن محمد بن الشاهيني أن إسحاق كان يسأل الله أن لا يموت بالقولنج لما رأى من صعوبته على أبيه فرأى في منامه كأن قائلا يقول له: قد أجيبت دعوتك في القولنج ولكنك تموت بضده فأصابه ذرب في شهر رمضان في سنة ٢٣٥، فكان يتصدق في كل يوم يمكنه يصومه ثم ضعف عن الصوم ومات.

وقال جحظة عن كاتب من أهل قطربل: رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول:

مات الحسان من الحسان ... ومات إحسان الزمان.

فأصبحت من غد فتلقاني خبر وفاة إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>