للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٩٢ - (ز): إسماعيل بن عبد الله الرُّعَيْنِي.

شيخ من الأندلس.

حكى عنه منذر بن سعيد القاضي أنه كان ينكر بعث الأجساد ويقول: إن النفس ساعة فراقها للجسد تصير إلى مقرِّها في الجنة أو النار.

وحكى ابن حزم عن الثقتين من أصحابه أنهما سمعاه يقول: إن الله يأخذ من الأجساد جُزء الحياة منها.

قال ابن حزم: فكان إسماعيل مختفيا في بجاية مدة وأقمت أنا بها فلم أجتمع به وكان له حظ عظيم من نسك وعبادة وكان من أتباع ابن مسرة القدري ولما بلغ ذلك بعض رفقته تبرأ منه مثل إبراهيم بن سهل الأربولي وحكم بن المنذر وكانا قبل ذلك يتواليانه والله أعلم.

قال فكان يقول: إن العالم لا يفنى أبدًا ولكنه يكون هكذا أبدًا بلا نهاية.

وحكى سبطه يحيى بن أحمد الطبيب أن جده كان يقول: إن العرش هو الذي يدبر العالم. وكان يقول: إن الله أجل من أن يوصف بأنه يفعل شيئًا أصلا.

قال ابن حزم: وسألت هارون بن إسماعيل عن هذا فأنكره وكذب ابن أخته فيما حكاه.

وقال أيضًا: كان إسماعيل بلغ من الزهد والعبادة شيئًا عظيمًا لا يدرك فيه وكان الكثير من أصحابه ينسبون إليه القول باكتساب النبوة وكان منهم من ينسبه إلى فهم منطق الطير وكان عند أتباعه إمامًا واجب الطاعة يؤدون إليه زكاة أموالهم. ⦗١٤٤⦘

وكان يقول: إن الحرام استولى على كل شيء على وجه الأرض وإنه لا فرق فيما يقتاته الإنسان من صناعة، أو تجارة، أو زراعة، أو قطع طريق وأن الحلال من ذلك كله قدر القوت.

قال: ونُقل عنه أنه كان يرى إباحة دماء من لا يقول بقوله وأنه كان يفتي بجواز المتعة وأنه كان يقول في كتبه: يجب على الله كذا ويكرر ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>