للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الرابع فوائد منثورة متعلقة بالكتاب (١)

١ - معنى قول الحافظ ابن حجر: "بَيِّض له ابن أبي حاتم" (٢): أيْ ذكره في كتابه "الجرح والتعديل" لكنه ترك موضع ذكر شيوخه أو تلاميذه أبيضَ فارغًا (بياضًا غيرَ مكتوب فيه)، لكون ابن أبي حاتم لم يستحضرهم حال تأليفه الكتاب، ثم لم يقع له ذكْرُهم بعدَ ذلك، فمات والبياض على حاله. فاصطلح العلماء من بعده على وصف ذلك الفعل منه بـ"بيَّض له ابن أبي حاتم".

قال العلَّامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي طيَّب الله ثراه في مقدمته الماتعة لكتاب "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ص (يو): "البياضات: قد يذكر المؤلِّف الرجلَ ولا يستحضر عمن روى ولا من روى عنه، أو يستحضرُ أحدَهما دونَ الآخر، فيدعَ لما لا يستحضره بياضًا (روى عن روى عنه). ويَكثر ذلك في الأسماء التي ذكرها البخاري ولم ينصَّ (٣)، وعادة ابن حبان في "الثقات" أن لا يدعَ بياضًا، ولكن يقول: "يروي المراسيل" "روى عنه أهل بلده"، كأنَّه اطَّلع على ذلك، أو بنى على أنَّ البخاري إنما لم يذكر عمن يروي الرجل لأنه لم يروِ عن رجل معيَّن وإنما أرسل، وأنَّ الغالب


(١) هذا الفصل من إضافتي. سلمان.
(٢) هذه الفائدة حرَّرتها بوصية من سيدي العلَّامة الوالد رحمه الله تعالى.
(٣) أي لم يذكر لذلك المترجم في "التاريخ الكبير" شيوخًا أو تلاميذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>