ويقال: إن ابن خالَوَيه قال له في مجلس سيف الدولة: لولا أنَّك جاهل، ما رَضِيت أن تُدْعَى المتنبيّ، ومعنى المتنبِّي: كاذبٌ، والعاقل لا يرضى أن يُدْعَى: الكاذب، فأجابه بأنني لا أَرْضَى بهذا، ولا أقدر على دفع مَنْ يدعوني به، واستمرَّت بينهما المشاجرةُ إلى أن أغضب ابن خالويه فضربه بمفتاح، فخرج من حَلَب إلى مصر سنة ست وأربعين.
ومما يُذكر من سُرْعَة جوابه وقوة استحضاره، أنه حضر مجلس الوزير ابن حِنْزَابة، وفيه أبو علي الآمِدي الأديبُ المشهور، فأنشد المتنبي أبياتًا جاء فيها:
إنما التهنئاتُ بالأكفاءِ
فقال له أبو علي: التهنئةُ مصدر، والمصدر لا يُجمع، فقال المتنبي لآخَرَ بِجَنْبِهِ: أمُسْلمٌ هو؟ فقال: سُبحان اللّه، هذا أستاذُ الجماعة أبو علي الآمِديّ، قال: فإذا صلَّى المسلم وتشهَّد، أليس يقول: التحيَّات؟ قال: فخَجِل أبو عليّ وقام.
٤٧١ - ذ - أحمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الخبَّاز، أبو طالب، قال ابن النجَّار: كان شيعيًا.
قلت: إنما حَكَى ذلك عن غيره، فذَكَر أنه سَمع من أبي القاسم بن بِشْران، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهما، ثم قال: قرأتُ بخط أبي محمد بن السمرقندي قال: توفي أبو طالب الخبَّاز الشيعيُّ المذهب، في نصف جُمادَى الآخرة سنة ٤٩٨، وكان نَائِحًا للشيعة، سمعتُ منه حديثًا واحدًا لأتبيَّن أمرَهُ. قال: وكان مولده سنة ست عشرة وأربع مئة.