للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن خَلِّكان: اعتنى العلماءُ بديوانه فشرحوه، حتى قال لي بعضُ شيوخي: وقفت له على أربعين شرحًا (١).

وقال أبو العباس النَّامِي: كان قد بقي من الشعر زاويةٌ دَخَلها المتنبي! وكان يَسْتجيد قولَهُ:

رَمَاني الدَّهرُ بالأَرْزَاء حتَّى … فُؤادي في غِشاءٍ من نِبالِ

فصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ … تكسَّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ

وقولَه:

في جَحْفَلٍ سَتَر العُيُونَ غُبارُهُ … فكانَّما يُبْصِرْنَ بالآذانِ

وكان مولده كما تقدم سنة ثلاث وقيل سنة إحدى وثلاث مئة، واتفقوا على أنه قُتل في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاث مئة.

قال القاضي ابنُ أمِّ شَيْبان: سألتُه عن معنى المتنبِّي هل هو لَقَبٌ من الألقاب، أو له سبب من الأسباب؟ فقال: هذا شيءٌ كان في الحداثة أوجَبَتْهُ صُوْرة، قال: فلم أستَقْصِ عليه استحياءً منه، والجوابُ الذي أجاب به لا يُعيِّن أحدَ الاحتمالين.

وذكر علي بن منصور في رسالتِه إلى المَعَرِّي: أن المتنبي قُبِض عليه في وزارة علي بن عيسى وحُبِس، ثم أَحضَرَهُ وسأله فاعترف بادّعاء النبوة، فأمر بصَفْعِهِ بسُمُشْكِهِ (٢) فصُفع خمسين صفعة، وأُعيد إلى الحبس.


(١) في ط: "وقفت له على أكثر من أربعين شرحًا، ما بين مطول ومختصر، ولم يفعل هذا بديوان غيره".
(٢) هكذا ضُبط في ص: بضم السين المهملة والميم، ثم شين معجمة ساكنة، ثم كاف وهاء مكسورتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>