للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٥٧٥ - (ز): الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم ابن المغربي الوزير المصري.]

كان أبوه من وزراء خلفاء مصر فقتله الحاكم وقتل أقاربه وفر أبو القاسم وهرب إلى الرملة.

وقلب الدولة إلا أن الظفر آل إلى الحاكم فدخل أبو القاسم العراق وولي الوزارة في عدة بلاد ولم يزل في تقلبه إلى أن مات في رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مِئَة وكان مولده في ذي الحجة سنة سبعين وثلاث مِئَة.

وذكره أبوه أنه حفظ القرآن وعدة من الكتب في النحو واللغة ونحو خمسة عشر ألف بيت من الشعر القديم والحساب والجبر والمقابلة واختصر كتاب إصلاح المنطق اختصارا جيدا وشرع في نظمه كل ذلك قبل أن يستكمل سبع عشرة سنة. ⦗١٩٢⦘

وله تفسير وكتاب أدب الخواص والإيناس في النوادر في النسب وله ديوان نظم كثير المحاسن.

وكان كثير الإزراء بالفضلاء يسأل النحوي عن الفقه والفقيه عن التفسير والمفسر عن العروض وأمثال ذلك وكان ينسب إلى الدهاء وخبث الباطن مع ما فيه من التشيع.

وذكر له ابن بسام في الذخيرة رسالة فيها أسئلة من عدة فنون دالة على تبحره في العلوم وسمع صحيح البخاري من الحافظ أبي ذر، ومُحمد بن الحسين التنوخي وأحمد بن إبراهيم بن فراس، وَغيرهم.

روى عنه ابنه عبد الحميد وأبو الحسن بن الطيب الفارقي وذكر في رسالة له بخطه أنه سمع الموطأ والصحيحين وجامع سفيان وعدة مسانيد.

قال: وأما الأحاديث المنثورة فأكثر من أن تحصر وأنه أملى عدة مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الأحاديث المسموعة له وأنه سمع السنن رواية المزني عن الشافعي على من حدثه به عن الطحاوي عن المزني.

ووصفه أبوه ومؤدبه علي بن منصور بن طالب المعروف بدوخلة بالذكاء المفرط.

زاد مؤدبه ذكر مساوئ كثيرة: الحقد والملل والإقدام والجرأة مع عدم الحزم وارتكاب العظائم في حصول غرضه حتى إنه لما أراد انقلاب دولة بني عُبَيد حسن لأمير مكة أن يطلب الخلافة وعمد إلى حلية الكعبة من ذهب وفضة فضربها دنانير ودراهم فأنفقها في العرب. ⦗١٩٣⦘

ثم لما خدع الحاكم عرب الرملة الذين استنصر بهم أبو القاسم ورجعوا لطاعته فر أبو القاسم فدخل العراق وتوصل حتى ولي الوزارة بالموصل وبميافارقين وببغداد ثم فجأه الموت فيقال: أنه سم والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>