إبراهيم البغوي، ابنُ عمّ أحمد بن مَنِيع، أخبرني أبو عثمان سعيد بن صَبِيح، أخبرني أبو عَمْرو الشَّيباني قال: لما ولي إسماعيلُ بن حماد بن أبي حنيفة القضاءَ، مَضَيتُ حتى دخلت عليه فقلت: بلغني أنك تقول: القرآن كلام الله، وهو مخلوق، قال: هذا دِيني ودينُ آبائي.
وذكره السِّبط في "المرآة" فقال: كان عالمًا زاهدًا، وكان المأمونُ يثني عليه، وكان ولي قضاءَ الجانب الشرقي سنة أربع وتسعين ومئة، وولي قضاء البصرة بعد يحيى بن أَكْثَم، ثم صُرِف، فقيل له: عَفَفْتَ عن أموالنا؟ فقال: وعن أبنائكم، يُعَرِّض بيَحْيى.
قال يوسُف في "المِرْآة": وكان إسماعيل بن حماد ثقةً صدوقًا، لم يَغْمِزْه سوى الخطيبِ، فذكر المقالةَ في القرآن، قال السِّبْطُ: إنما قاله تَقِيَّه كغيره، ومات سنة اثنتي عشرة ومئتين.
قلت: قد غَمَزه من هو أعلم به من الخطيبِ فبطل الحَصْرُ الذي ادعاه.
١١٥٥ - ز- إسماعيل بن حماد الجَوْهَري، صاحب "الصِّحاح" في اللغة، يكنى أبا نَصْر، لَيَّنه ابنُ الصلاح فقال في "مُشْكِل الوَسِيط": لا يُقْبَل ما يتفرَّد به.
قلتُ: ووقع له في "الصِّحاح" أوهام عديدة، منها أنه قال في سَقَر: هو بألف ولام، كأنه كان لا يحفظُ القرآن. ومنها أنه قال: الجَرَاضِلُ الجبلُ، كلمة واحدة بضاد معجمة، وإنما هو بتشديد الرَّاء، والصادُ مهملة. قال الشاعر: