للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والجَرُّ سُفْلُ الجبل.

قلت: لم أَرَ هذا في نسخ "الصحاح"، إنما قال في الجيم مع الراء: الجَرُّ من الخَزَف، وجمعها: جَرٌّ وجِرار، والجَرُّ أيضًا أصلُ الجبل (١). فثبوتُ "أيضًا" بين الجَرِّ والجبل، دالٌّ على أنه لم يجعلهما كلمة واحدة.

ومما أَنكر عليه ابنُ الصلاح قولَه: "سائرُ الناسِ: جميعُهم"، فقال: تَفَرَّد به، ولا يُقبل منه، وتُعِقِّب بأن التبريزيَّ والجَوَاليقيَّ وغيرُهما، نقلوا ذلك أيضًا، فلم يتفرَّد به الجوهريُّ، وقد تلقى العلماء كتابَه بالقَبول، ولابن بَرِّي عليه حواشٍ مفيدة، ولو كان مَنْ يَهِمُ من المصنِّفين يُترك لَمَا سَلِمَ أحد، وكانت وفاة الجوهري سنة ٣٩٣.

قال ياقوت في "معجم الأدباء": كان من فارَاب، وهي من بلاد التُّرك، وكان من أذكياء العالم، أخذ عن خاله أبي إبراهيم الفارابي، وعن السِّيرافي، والفارسي، ودخل بلاد رَبيعة ومُضَر، فأقام بها مدة في طلب اللغة، وكان يُؤْثِر الغُربة على الوطن.

ولما قضى وَطَره من قطع الآفاق في الأخذ عن أهل العلم، عاد إلى خُراسان، فأنزله أبو الحسين الكاتب عنده (٢)، وأكرمه جُهْدَه، فأقام بنَيْسابور يدرِّس اللغة ويعلِّم الكتابة، وكان حَسَن الخط جدًّا، يُذكَرُ مع ابن مُقْلَة وأنظارِهِ.

وفي كتاب الصحاح يقول إسماعيلُ بن محمد النَّيسابوري:

هذا كتاب "الصِّحاح" سَيِّد ما … صُنِّف قبلَ "الصِّحاح" في الأَدَبِ

يَشْمَلُ أنواعَه ويجمعُ ما … فُرِّق في غيره من الكُتُبِ


(١) "الصحاح" ٣: ٦١١.
(٢) في "معجم الأدباء" ٢: ٦٥٦: "فأنزله أبو علي الحسين بن علي، وهو من أعيان الكتاب وأفراد الفضلاء، عنده".

<<  <  ج: ص:  >  >>