العليا علوم الحديث بأنواعها، كمصطلح الحديث، والحديث التحليلي وغير ذلك.
* صفاته:
إذا كان بعض الأدباء يجعل (مفتاحًا) لكل شخصية يدرسها ويترجم لها، فإن مفتاح شخصية الوالد ﵀ حبُّه الكمال في كل شؤونه، والترقي من الحسن إلى الأحسن، وبخاصة ما يلزم لرفعة المسلمين من سلوك وآداب وتجارة وصناعة وعلم ومعرفة، حتى يكون المسلم أولًا في كل شيء.
فكان ﵀ مجمع الفضائل والشمائل كريمًا غاية في الكرم، يحرص على إكرام ضيفه بما يستطيع، ويبذل في ذلك جهده وغايته.
وكان ﵀ حليمًا كثيرًا ما يعفو ويصفح.
وكان أديبًا خلوقًا لا يؤذي أحدًا بكلامه، بل يحترمه ويثني عليه، ويختار في ذلك الألفاظ الراقية.
وكان عاقلًا حصيفًا أريبًا لا تخرج الكلمة منه إلَّا بوزن وفي موضعها المناسب، ولا يقوم بأمر إلَّا ويزنه بعقله، وطالما قال لي: استعمل عقلك في كل ما تقوم به.
وكان ظريفًا خفيف الروح يمازح جلساءه بالقدر المناسب، ويضفي على مجلسه العلمي والطبعي روح اللطافة والظرافة، بما يناسب مقام المجلس، ويخفف من وطاة الوقار، لكن في ظل التأدب والاحترام.
وكان ذَوَّاقةً جدًّا في ملبسِه ومشربِه ومسكنِه، وكُتبه ترتيبًا وكتابة وتأليفًا، حتى في صَفِّه لحذاءه وتنعله. وهكذا تراه في كل حركة وسَكَنَة عاقلًا ذَوَّاقًا.
وكان عفيف اللسان لا يشتم أحدًا، ولا أذكر أني سمعت منه كلمة