للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدائنيَّ بمصر يقول: كان أكذبَ البَرِيَّة، وذكَرَ حكايةَ القِرْد (١)، وحكاياتٍ أُخَر تُشْبِهها ظاهرةَ البطلان. قال ابن حبان: وأما أحاديثه عن حَرْملة، عن الشافعي، فهي صحيحة مُخْرَجة من المبسوط.

وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا، يكْذِب في حديث رسول اللّه إذا رَوَى، ويَكْذِب في حديث الناس إذا حدَّث عنهم. وذكر في ترجمته أشياءَ ثم قال في آخِرها: وهو كذوب.

وتقدَّم له ذكرٌ في ترجمة أحمد بن داود الحرَّاني [٥٠١].

٥٥٥ - أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن، عن بِشْر بن مَطَر، وعنه عبدُ الله بن إبراهيم الآبَنْدُوني، وسُئل عنه فوَهَّاه وقال: لو قيل له: حدَّثكم أبو بكر الصديق؟ لقال: نعم.


(١) قلتُ: غَمْزُهُ بحكاية (القِرْد الصائغ)، يمكن أن يكون فيه نظر، فقد كان -وما يزال- في المخلوقات في بلاد الله تعالى وفي الأزمان الطويلة عجائبُ وغرائب، أوسَعُ من منظورِ الإنسانِ الفَرْدِ ومعلومِه أو الجماعةِ المعدودة المحدودة، فإخبارُهُ عن (القِرْد الصائغ)، يمكن أن يكون واقعًا، فلا يُكذب بسببه إلَّا إذا تبيَّن ذلك بإثبات.
وعجائبُ المخلوقات في الأزمان المتباعدة، لا تُقاسُ بالمقياس المعهود للفرد في زمنِهِ وعمرِهِ القصير. انظر توضيح هذا المعنى بشواهده في مقدمة كتابي: "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل" الطبعة الثانية سنة ١٣٩٤، والثالثة سنة ١٤١٣، وهي أتمُّ وأوفى ببسط هذا الموضوع.
وليس قصدي من هذا تبرئةَ الرجل مما أُخِذ عليه من الأكاذيب، فإن الكلمة قد اتفقت على تكذيبه وكَفَى.
٥٥٥ - الميزان ١: ١٠٥، تاريخ بغداد ٤: ٢١٢، ضعفاء ابن الجوزي ١: ٧٤، المغني ١: ٤٢، الديوان ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>