قال ابن ماكولا في ترجمة الآخُرِيّ: رَوَى عن الخوّاص، عن الزَّعْفَرَاني حديثًا منكرًا، الحملُ فيه على الخوَّاص؛ لأن رجالَهُ كلُّهم ثقات.
واختصر ذلك من كلام الخطيب فقد ساقَهُ من طريق حمزة، وساق بعده حديثًا آخر بالسَّنَد المذكور في سؤال العفو والعافية وقال: الحملُ فيهما على الخوَّاص.
قلتُ: وَرَوَينا في كتاب "المِئتين" لأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني النَّيسابوري، أخبرنا أبو القاسم بن حبيب المفسِّر، أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي بن الشاه المَرُّوذي (١)، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الخوّاص بآمِد، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زَنْجُويه، حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن أنس، سمعت رسول اللّه ﷺ يقول:"إذا كان يومُ القيامة، تشَقَّقَتْ القبورُ عن قوم، فخُلع عليهم الخِلَعُ، وقُدّم لهم النجائبُ على ظهورها زَرَابِيُّ الدُّرّ، مَفْروشةٌ بالعَبْقَرِي … ".
فذكر حديثًا طويلًا في نحو وَرَقتين. وقال في آخِره: قال الخوّاص: قلتُ لأبي بكر بن زَنْجُويه: أنتَ سمعتَ من عبد الرزاق هذا الحديث؟ قال: إِي واللَّهِ الذي لا إله إلَّا هو.
قال أبو عثمان: هذا الحديث غريبٌ عجيبٌ مُطْرِبٌ، إن كان له أصل معتَمَد، فإن رواته كلهم ثقات إلَّا الخوّاص، فإنه لا يُعتَمد ولا يُقْبَل منه ما ينفرد به، وله مناكير كثيرة وهذا منها، وكان أستاذُنا أبو القاسم بن حبيب يُعْجَب بهذا الحديث، ولعله لم يعرف أنه لا أصل له، والله أعلم.
٢٧٠ - ز - إبراهيم بن محمد بن معروف، أبو إسحاق الدِّبْسِيّ، حدّث
(١) في الأصول: "المروَزي". والصواب: (المرُّوذي) كما في "الأنساب" ٩: ٢٠٠.