للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٨٦ - عبد الوهاب بن محمد الفارسي، مدرّس النِّظامية، أملى عن أبي بكر بن الليث الشيرازي، وجماعة. روى عنه ابن ناصر، وغيره.

ثم رُمي بالاعتزال، فعُزِل وتسحَّب.

روى أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، أنه سمع أحمد بن ثابت الطِّرْقي يقول: سمعت غير واحد ممن أثق به يقول: إن عبد الوهاب الشيرازي أملى عليهم ببغداد حديث أبي أمامة: "صلاةٌ في إِثْر صلاةٍ كتابٌ في عِلِّيِّين" فصحَّف الكلمتين وقال: "كنارٍ في غَلَس". فقال الإِمام محمد بن ثابت الخُجَندي: فما معناه؟ قال: النارُ في الغَلَس تكون أضوأ!؟

وسمعت الطَّرْقي - وسأله بعض أصدقائي عن "جامع الترمذي"، هل سمعتَه؟ فقال: ما "الجامع"؟ ومن أبو عيسى؟ ما سمعتُ بهذا الكتاب قط، ثم رأيتُه بعد يسمِّيه في مسموعاته.

قال الطَّرْقي: فلما أراد عبدُ الوهاب أن يمليَ في جامع القصر، قلت له: لو استعنتَ بحافظ؟ فقال: إنما يفعل ذلك من قلّت معرفته، أنا حفظي يُعِينني.

فأملى وامتُحِنْتُ بالاستملاء، فرأيته يُسْقِط رجلًا، ويُبْدل رجلًا برجلين، ويجعل الرجلَ اثنين، وفضائحَ، فجاء: "الحسنُ بن سفيان حدثنا يزيد بن زُرَيع". فأمسك أهلُ المجلس، وأشاروا إليَّ (١)، فقلتُ: سقط محمد بن مِنهال، أو أمية بن بَسْطام، فقال: اكتبوا كما في أصلي.


= النجار ١: ٣٩٠، السير ٢٤٨:١٩، المغني ٤١٣:٢، ذيل الديوان ٤٥، عيون التواريخ ١٣: ١٧٦، طبقات الشافعية الكبرى ٥: ٢٢٩، البداية والنهاية ١٢: ١٦٨، شذرات الذهب ٣: ٤١٣.
(١) العبارة كما في "ذيل ابن النجار" ١: ٣٩٥: فأمسك أهل المجلس أقلامهم، ورفعوا رؤوسهم، فمنهم المنكِر بصريح لسانه، ومنهم المشير بحاجبه وبَنانِه، فقلت لهم: سقط أحد رجلين … بين الحَسَن بن سفيان ويزيد، إما محمد بن منهال أو أمية بن بسطام … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>