عبد الله الترمذي، حدثنا محمد بن الحُسَين البصري، عن خَصِيب بن جَحْدَر، عن النعمان بن نُعَيم، عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن معاذ قال:
دخلت يومًا على النبي ﷺ وقد فات وقتُ الصلاة، فجاء أبو بكر … فذكر قصةً أنه أَنْبَهَ النبيَّ ﷺ فقال: يا رسول الله أشرقَتْ الشمسُ، وفات وقتُ الصلاة، فقام وَهمَّ أن يغتسلَ ويتوضأ للصلاة، فجاء جبريل فقال: لا تغتسل، وتيمَّم وصَلِّ، فإنه جائزٌ.
قال الجوزقاني: هذا حديث موضوع، وهو مركَّب على هذا الإِسناد، ورواتُه بُرَآء منه. قال: وسمعت أبا الفتح بن نصر بن ماجه الأصبهاني الضرَّابَ يقول: لما وضع محمدٌ الجوهريُّ حديثَ معاذ في التيمم ورواه، أنكر عليه أهلُ العلم، فبلغ ذلك محمدَ بن عبد الواحد بن الفرج، فدخل البيتَ، ووضع هذا الحديث، وركَّبه على هذا الإِسناد، وكتبه على ظهر جزء، فأخرجه ورواه قُوَّة وعَونًا لمحمد الجوهري، فأنكروا عليه أشدَّ الإِنكار، وصنف يحيى بن منده "جُزْءًا" في رده، وكيفية وَضْعه، وبيان اسم واضعه.
وقد أخذ ابنُ الجوزي كلام الجوزقاني، فساقه كما هو، ولم ينسُبْه إليه، بل قال:"ووَضْعُه منسوبٌ إلى محمد بن عبد الواحد، وبلغني عن أبي الفتح" إلى آخره، والنسخةُ التي وقعتُ عليها من "كتاب الجوزقاني" بخط ابن الجوزي!
قلت: وفي السند خَصِيبُ بن جحدر [٢٩٣٩] وقد تقدَّم أنهم كذبوه، وفيه من لا يُعرف.
٧١٢١ - ز - محمد بن عبد الواحد بن قيس، أبو بكر الأفطسُ، روى عن أبيه، وعنه عمرو بن بكر السَّكْسَكي، يُعتبر حديثه من غير رواية عَمْرو، فإن عَمْرًا يكذب، قاله ابنُ حبان في "الثقات".
٧١٢١ - التاريخ الكبير ١: ١٦٩، ثقات ابن حبان ٧: ٤٣٨، مختصر تاريخ دمشق ٢٣: ٣٠.