للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٤٩٨ - بشر بن غياث المريسي.]

مبتدع ضال لا ينبغي أن يروى عنه، وَلا كرامة.

تفقه على أبي يوسف فبرع وأتقن علم الكلام ثم جرد القول بخلق القرآن وناظر عليه.

ولم يدرك الجهم بن صفوان إنما أخذ مقالته واحتج لها ودعا إليها وسمع من حماد بن سلمة، وَغيره.

وقال أبو النضر هاشم بن القاسم: كان والد بشر المريسي يهوديا قصارا صباغا في سويقة نصر بن مالك. ⦗٣٠٧⦘

قلت: وقد كان بشر أخذ في دولة الرشيد وأوذي لأجل مقالته.

قال أحمد بن حنبل: سمعت عبد الرحمن بن مهدي أيام صنع ببشر ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

وقال المروذي: سمعت أبا عبد الله ذكر بشرا فقال: كان أبوه يهوديا وكان بشر يستغيث في مجلس أبي يوسف فقال له أبو يوسف: لا تنتهي، أو تفسد خشبة يعني تصلب.

وقال قتيبة بن سعيد: بشر المريسي كافر.

وقال يزيد بن هارون: ألا أحد من فتيانكم يفتك به.

وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له فيها حديث عمران بن حصين فقال: هذا قمار فأتيت أبا البختري القاضي فحكيت له ذلك فقال: يا أبا عبد الله شاهدا آخر وأصلبه.

مات سنة ٢١٨.

قال الخطيب: حكي عنه أقوال شنعة أساء أهل العلم قولهم فيه وكفره أكثرهم لأجلها وأسند من الحديث شيئًا يسيرا.

قال أبو زرعة الرازي: بشر المريسي زنديق.

وقد سرد أبو بكر الخطيب ترجمة بشر في ست ورقات فلم أنشط لإيرادها بكمالها وكان من أبناء سبعين سنة، انتهى.

قال العجلي: رأيته مرة واحدة شيخًا قصيرا دميم المنظر وسخ الثياب وافر الشعر أشبه شيء باليهود.

وقال الأزدي: زائغ صاحب رأي لا يقبل له قول لا يخرج حديثه، وَلا كرامة إذ كان عندنا على غير طريقة الإسلام. ⦗٣٠٨⦘

وقال صاحب الحافل: ليس بأهل أن يذكر مع أهل الحديث.

وكان إبراهيم بن المهدي لما غلب على الخلافة ببغداد حبس بشرا وجمع الفقهاء على مناظرته في بدعته فقالوا له: استتبه فإن تاب وإلا فاضرب عنقه ذكر ذلك ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية.

وذكر من وجه آخر أن ذلك كان في سنة ٢٠٢ وزاد أنه نودي عليه في الجامع قال: وكان قبض عليه هرثمة في سنة ثمان وتسعين هو وإبراهيم بن إسماعيل ابن عُلَيَّة فاختفى هو وهرب إبراهيم بمصر.

وقال يزيد بن هارون: بشر كافر حلال الدم.

وأسند عبد الله بن أحمد في كتاب السنة عن هارون الرشيد أنه قال: بلغني أن بشرًا يقول: القرآن مخلوق علي إن أظفرني الله به أن أقتله ونقل عنه أنه كان ينكر عذاب القبر وسؤال الملكين والصراط والميزان.

وساق الخطيب بسند له إلى علي بن ظبيان قال: قال لي بشر: القول قول من قال بأن القرآن غير مخلوق قال: فقلت له: ارجع قال: كيف أرجع وقد قلته منذ أربعين سنة ووضعت فيه الكتب والحجج!.

ومن طريق الحسن بن عَمْرو المروزي، سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت المريسي وأنا في السوق فلولا أنه ليس موضع سجود لسجدت شكرا. ⦗٣٠٩⦘

قال ابن الجوزي: مات سنة ثمان عشرة وقيل سنة تسع عشرة.

والمريسي نسبة إلى المريس بفتح الميم وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة نسبة إلى مريسة بالصعيد والمشهور بالخفة وضبطها الصغاني بتثقيل الراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>