للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مئة، وذكر لي عن أبيه، عن جده، شيئًا من خبر أبي العباس الملثم.

وأجاز لي أبو الطيب محمد بن أحمد الإِسكَنْدراني المعروف بابن المصري، وكتب لي بخطه أنه صافح الشيخ شهاب الدين الفَرْنَوِي - بفتح الفاء، وسكون الراء، وفتح النون، وكسر الواو - وأن الفَرْنَوي صافح شخصًا من أصحاب أبي العباس الملثم، وأن الملثم صافح (١) معمَّرًا صاحب النبي .

قلت: وقد أدركت أنا الفَرْنَوي، ودخلتُ الإِسكندرية بعد موته بقليل.

وأسند أبو الطيب المذكور المصافحة إلى الملثم من عدة طرق، تنتهي إلى الملثم، بعضُها عن أحمد بن صالح، عن أحمد بن حمسين، عن إبراهيم المؤدب، عن الملثم، وزاد أبو الطيب بهذا السند في صفة المصافحة: أنه يُلصِق باطن الكف بباطن الكف، ويقبضُ الأصابع الخمسة على الإِبهام.

قلت: وقد أجازني أحمد بن حمسين الكندي من الإِسكندرية، وهو أحمد بن محمد بن الحسين بن حمسين الكندي، ومولده سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، ومات قُبيل القَرْن، ولم يكن سماعه على قدر سِنِّه، بل كانت عنده فوائد سمعها بمكة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، منها: "القِرَى" (٢) للمحب الطبري، سمعه على حفيد مصنِّفه بسماعه منه.

وذكر لي نور الدين محمد بن كريم الدين محمد بن النعمان الهُوْئي - عمُّ كريم الدين الذي كان ينادم الملك الناصر بن بَرْقُوق، وولاه الحِسْبة، ومات في أيام سَلْطَنَته، ومات عمُّه هذا قبل القَرْن أيضًا - أنه لقي بعض أصحاب الملثم المذكور.


(١) في ص ل: "صاحَبَ معمرًا" وهو سبق قلم، وفي ط أ ك: "صافح" وهو الصحيح.
(٢) هو كتاب: "القِرَى لقاصد أم القُرى" لمحب الدين الطبري المتوفى سنة ٦٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>