حارثُ النقَّال رُقعة فيها حديثٌ مقلوب، فجعل يحدّثه حتى كاد أن يفرغ، ثم فَطِن فنقده، ورمى به، وقال: كاذبٌ والله، كاذبٌ والله.
وحديثُ وائلٍ قد رواه الثَّوري عن عاصم.
قلت: روى عنه الصوفي الكبير، ومات سنة ٢٣٦، انتهى.
وهذه الحكاية التي عن ابن مهدي، وقع فيها تصحيفٌ أدى إلى ثَلْبِ الحارث فقد حكى هذا الحافظُ أبو بكر الخطيب في الجزء الثاني من "الجامع" في باب: امتحان الراوي بقَلْب الأحاديث، فقال: قرأتُ على محمد بن أبي القاسم، عن دَعْلَج، أخبرنا أحمد بن علي الأبّار، سمعت مجاهدًا وهو ابن موسى، فذكر الحكاية إلى قوله فنقده، فرمى به، وقال: كادَتْ والله تمضي، كادَتْ والله تمضي.
فحذف المؤلفُ قولَه: تمضي، وصحَّف كادَتْ بكاذب، وما مُراد ابن مهدي إلَّا: كادت تمضي عليَّ زلة، وهذا يدل على جَودة امتحانِ الحارث وحفظه، وعلى حفظ ابن مهدي وتثبته، والله أعلم.
وذكره العقيليُّ ورَوَى عن أبي معمر القَطِيعي قال: لو كان الحارث في مطبخٍ لامتلأ ذُبابًا.
ثم ذكر الحديث الذي أنكره ابنُ معين، وقال: ليس هو من حديثِ ابن عُيَينة، وإنما هو من حديث سُفيان الثوري، رواه عنه يحيى القطان، ومعاوية بن هشام، وأبو حذيفة، وسفيان بن عُقبة أخو قَبِيصَة. قال: ولعل الحارث سمعه من سفيان بن عُقبة هذا، فظنَّ أنه سمعه من سفيان بن عيينة، فحدث به عنه وأسقط الثوريَّ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" فقال: أصله من خُوَارَزْم، سكن بغداد، يروي عن المعتمر وأهل العراق. سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت