للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم بايع الناس عُمر، وأنا والله أولى بالأمر منه، فسمعتُ وأطعتُ، مخافة أن يضرب بعضُهم رقاب بعض.

ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عُثمان، إذَنْ أسمعُ وأطيع، إن عُمر جعلني في خمسةٍ لا يَعْرف لي فضلًا عليهم، ولا يعرفونه لي: كلُّنا فيه شَرْعٌ سَوَاء.

وأَيْمُ الله، لو أشاء أن أتكلم، فثَمَّ لا يستطيع عربيُّهم ولا عَجَميُّهم رَدَّه.

نَشَدتكم بالله، أفيكم مَنْ آخاه رسول الله غيري؟ قالوا: لا، قال: نَشَدتكم بالله، أفيكم أحدٌ له مثلُ عمي حمزة؟ قالوا: اللّهم لا، قال: نشدتكم بالله، أفيكم أحدٌ له أخ مثل أخي جَعْفر ذُو (١) الجَنَاحين الموشَّى بالجوهر يطير بهما في الجنة؟ قالوا: لا.

قال: أفيكم أحدٌ مثل سِبْطَيَّ الحسنِ والحسينِ، سَيِّدَا شَبَابِ أهلِ الجنة؟ قالوا: لا، قال: أفيكم أحدٌ له زوجة مثل زوجتي؟ قالوا: لا، قال: أفيكم أحدٌ كان أقتَلَ لمشركي قريشٍ عند كل شديدة تنزل برسول الله مني؟ قالوا: لا … وذكر الحديث.

فهذا غيرُ صحيح، وحاشا أميرَ المؤمنين من قولِ هذا، انتهى.

ولما ساقه العُقيلي من طريق يحيى بن المغيرة قال: فيه مجهولان، الحارثُ والرَّجل. وأما رواية محمد بن حُميد، فإنه أراد أن يجوّد السند، والصوابُ ما قال يحيى بن المغيرة وهو ثقة، وهذا الحديث لا أصلَ له عن عليّ.

وقال ابن حبان في "الثقات": رَوَى عن أبي الطفيل إنْ كان سمع منه.

قلت: ولعل الآفةَ في هذا الحديث من زافرٍ (٢).


(١) هكذا في الأصول و "ضعفاء العقيلي". والصواب: ذي الجَنَاحين.
(٢) ترجمته في "الميزان" ٢: ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>