للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى شيئًا من العلم، ولو روى لما حَلَّت الرواية عنه، لأنه فَلْسَفي النّحلة، ضال، لا ، انتهى (١).

واسم جده: الحسنُ بن علي بن سيناء. حكى عن نفسه قال: كان أبي من أهل بَلْخ، فسكن بخارى، وتولّى التصرف، فلما أكملتُ عشر سنين، أتيتُ على القرآن وكثيرٍ من الأدب.

وكان أبي ممن أجاب داعيَ المصريين، وكان يُعَدّ من الإِسماعيلية، فكانوا ربما أجرَوا ذكر ذلك، فلا تَقْبَلْه نفسي، ووجَّهني إلى من يعلّمني الحساب. وتردَّدت في الفقه إلى الشيخ إسماعيل الزاهد.

ثم قدم أبو عبد الله الناتِلِي الفيلسوفُ، فبدأت عليه بكتاب إيساغُوجي، حتى قرأت عليه ظواهر المنطق، فأما ديانته فلم يكن عنده منها خبر، ثم أخذت أقرأ على نفسي، حتى أحكمت المنطقَ، وأُقْلِيدِس، والمِجَسْطِي.

ثم سافر الشيخ، وأخذت في الطبيعي والإِلهي، ورغبت في الطب، وبرزت فيه في مُدَيدة، حتى بدأ الأطبّاء يقرؤون عليَّ، وتعاهدتُ المرضى، فانفتح عليَّ من أبواب المعالجات النفيسة من التَّجْرِبة ما لا يوصف.

وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأناظر فيه، ولازمتُ العلم سنة ونصفًا ما نِمْتُ ليلة واحدة بطولها، وكنت كلَّما تحيرت في مسألة تردَّدت إلى الجامع وصلَّيت وابتهلت إلى مُبْدع الكُلّ، حتى فُتح لي المنغلِق منه.


= تاريخ الإِسلام ٢١٨ سنة ٤٢٨، الوافي بالوفيات ١٢: ٣٩١، مرآة الجنان ٣: ٣٧، البداية والنهاية ١٢: ٤٢، الجواهر المضية ٢: ٦٣، تاج التراجم ١٦٢.
(١) زاد في "الميزان": قلت: قد روى في "قانونه" في طب النبي أحاديث، انتهى. وكانها زيادة متأخرة من الذهبي في نسخة لم يطلع عليها ابن حجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>