للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتاب "إصلاح المنطق" اختصارًا جيدًا، وشرع في نَظْمه، كل ذلك قبل أن يستكمل سبعَ عشرة سنة.

وله تفسير وكتاب "أدب الخَوَاص" و "الإِيناس في النوادر في النَّسب"، وله ديوانُ نظمِ كثيرُ المحاسن.

وكان كثيرَ الإزراء بالفضلاء، يَسْأل النحويَّ عن الفقه، والفقيهَ عن التفسير، والمفسِّر عن العَرُوض وأمثالَ ذلك، وكان يُنْسَب إلى الدهاء وخُبْث الباطن، مع ما فيه من التشيُّع.

وذَكَر له ابن بَسَّام في "الذَّخِيرة" رسالة فيها أسئلة من عدة فنون، دالة على تبحّره في العلوم. وسمع "صحيح البخاري" من الحافظ أبي ذَرّ، ومحمد بن الحسين التَّنوخي، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، وغيرهم.

روى عنه ابنه عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيّب الفارِقي، وذَكَرَ في رسالة له بخطّه أنه سَمعَ "الموطأ"، "والصحيحين"، وجامع سفيان (١)، وعدة مسانيد.

قال: وأما الأحاديث المنثورة، فأكثر من أن تحصر، وأنه أملى عدة مجالس في تفسير القرآن، والاحتجاجِ في التنزيل، بكثير من الأحاديث المسموعة له، وأنه سمع "السنن" رواية المُزَني، عن الشافعي على مَنْ حدّثه به، عن الطحاوي، عن المُزَني.

ووصفه أبوه ومؤدبه علي بن منصور بن طالب المعروف بدَوْخَلَة بالذكاء المُفْرِط. زاد مؤدبه ذِكرَ مساوئ كثيرة: الحقدَ، والمَلَل، والإِقدام، والجرأةَ مع عدم الحَزْم، وارتكاب العظائم في حصول غرضه، حتى إنه لما أراد انقلاب دولة بني عُبيد، حَسَّن لأمير مكة أن يطلب الخلافة، وعَمَد إلى حِلْية الكعبة من ذهب وفضة، فضربها دنانير ودراهم، فأنفقها في العَرَب.


(١) في ط: جامع سيار، وأظن أن ما أثبته هو الصواب كما في أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>