للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورأيت بخط هذا الرجل "جُزءًا" من جملته نسخةٌ رواها عن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله الواسطي، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر البابزاني بجامع واسط، حدثنا الدَّقيقي، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس …

والنسخةُ كلها مكذوبةٌ على الدَّقيقي فمَنْ فوقه، ما حدَّثوا بشيء منها.

فمنها: حديث "مَنْ كنتُ مولاه … " وحديث "لا صلاةَ إلَّا بفاتحة الكتاب … ". وحديث "أصحابي كالنجوم … ". وغيرُ ذلك.

وهذه الأحاديث، وإن كانت رُويت من طرق غير هذه، فإنها بهذا الإِسناد مُخْتَلَقة، وما أدري هي من صَنْعة الحسين، أو شيخِهِ، أو شيخِ شيخِهِ.

وذكره ابن أبي طي في "رجال الشيعة" وقال: صنَّف مناقب أهل البيت، وكلام الأئمة، وروى عن طِرَاد الزَّينبي ودونه، وهو الذي جَمَع "مسند الإِمام أبي حنيفة" وأتى فيه بعجائب.

وترجمه أبو سعد بن السمعاني في "ذيل بغداد" فقال: البلخيّ السِّمْسار أبو عبد الله، مُفيد بغداد في عصره، سمع الكثير.

فمن شيوخه: الحميدي، ومالك البانِياسي، وأبو الغنائم بن أبي عثمان، وطِرَاد، وعبد الواحد بن فهد العلَّاف، وجمع كثير.

وسألت أبا القاسم، يعني ابنَ عساكر عنه فقال: سمع الكثير، غير أنه ما كان يعرف شيئًا. وسألت ابنَ ناصر عنه فقال: كان فيه لين، وكان حاطبَ ليل، ويذهبُ إلى الاعتزال.

ومما يُستنكر أنه نَسَب القاضيَ أبا بكر الأنصاريَّ قاضيَ المَرِستان، إلى أنه خَرّج "مسند أبي حنيفة" من مروياته، ولم يَصِف أحدٌ من الحفّاظ القاضيَ المذكور أنه صنَّف في شيء من فنون الحديث شيئًا، ولا خَرَّج لنفسه، بل الموجود من مروياته تخريجُ مَنْ أخذ عنه، كابن السَّمعاني وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>