يا أبا مقاتل هذا موضوع، فقال: يا بابا هو في كتابي وتقول موضوع؟ قال: قلتُ: نعم، وضعوه في كتابك.
قال: وسمعت ابن حماد يقول: قال السَّعدي، يعني أبا إسحاق الجُوزجاني: حُدِّثت أن أبا مقاتل كان ينشئ للكلام الحَسَن إسنادًا.
ومن طريق معروف بن الوليد: حدثنا حفص بن سَلْم الفزاري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين: إذا رأيتَ الرجل عظيم اللحية لم يتخذ لحيةً بين لحيتين، فاعرف ذلك في عَقْله.
قال ابن عدي: وأبو مقاتل له أحاديث كثيرة، ويقع في حديثه مثل ما ذكرتُ أو أعظم، وليس هو ممن يعتمد على رواياته. وقال في السَّند الذي فيه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن ابن طاوس: هذا ليس بمستقيم.
وقال أبو نعيم الأصبهاني، والحاكم، وأبو سعيد النقَّاش: حدَّث عن مِسْعَر، وأيوب، وعبيد الله بن عمر المناكيرَ، وكذَّبه وكيع، لكنَ لفظ الحاكم والنقاش: بأحاديث موضوعة، بدل: المناكير.
قلت: ووهَّاه الدارقطني أيضًا (١).
وله ذكر في "العلل" التي في آخِر الترمذي، وأغفله المزِّي. قال الترمذي: حدثنا موسى بن حِزام، سمعت صالح بن عبد الله قال: كنا عند أبي مقاتل السَّمرقندي، فجعل يروي عن عَون بن أبي شداد الأحاديث الطَّوال التي كانت تُروى في وصية لقمان، وقَتْل سعيد بن جُبير، وما أشبه ذلك، فقال له ابن أخيه: يا عم لا تقل حدَّثنا عون، فإنك لم تسمَعْ هذه الأشياء، فقال: يا بُنيّ، هو كلام حَسَن.
(١) جاء بعده في ك و ط ٣٢٣:٢: وقال الخليلي … "، وقد تقدّم قول الخليلي هنا في أوائل الترجمة، فهو تكرار من النسَّاخ.