أبو الأشعث العجلي: حدثنا حَكيم بن خِذَام، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التَّيمي قال: عَرَف عليّ ﵁ دِرْعًا له مع يهودي، فقال: دِرْعي سقطت منّي في يوم كذا، فقال اليهودي: دِرْعي في يدي، بيني وبينك قاضي المسلمين، فلما رآهُ شُرَيح قام له عن مجلسه، وجلس عليّ ثم قال: لو كان خَصْمي مُسلمًا جلستُ معه، ولكني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:"لا تساوُوْهم في المجالس، ولا تعودُوا مرضاهم، واضطرُّوهم إلى أضيقِ الطريق، فإن سَبُّوكم فاضربوهم، وإن ضربوكم فاقتُلوهم".
ثم قال: درعي، قال: صدقتَ يا أمير المؤمنين، ولكن بيّنة، فدعا قَنْبَرًا والحسنَ فشهدا له فقال: أما مولاك فنعم، وأما شهادةُ ابنك فلا.
فقال: أنشُدك الله، أسمعتَ عمر ﵁ يقول: قال رسول الله ﷺ: "الحسنُ والحسينُ سيّدا شباب أهل الجنة"؟ قال: اللهم نعم، قال: فلا تجيز شهادةَ الحسن، والله لتأتين بانَقِيَا (١)، فلتقضينَّ بين أهلها أربعين يومًا، ثم سلَّم الدِّرع إلى اليهودي.
فقال اليهودي: أميرُ المؤمنين مشى معي إلى قاضيه، فقضَى عليه فرضيَ به! صدقتَ، إنها لدرعُكَ التقطتُها، وأسلم. فقال عليّ: الدرعُ لك، وهذا الفَرَس، وفرض له وقُتل بصِفِّين.
الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا شيبان بن فَرّوخ، حدثنا حكيم بن خِذَام، عن العلاء بن كثير، عن مكحول، عن واثلة قال: "أتى النبيَّ ﷺ رجلٌ أكشفَ، أحولَ، أوقصَ، أحنفَ، أعلمَ، أرْسَحَ، أفْحَجَ، فقال: أخبرني بما فَرَض الله عليَّ، فلما أخبره قال: أُعاهد الله أن