يروي المقلوبات، ويحدّث بالأشياء المُلْزَقات، فلما أكثَرَ، بطل الاحتجاج بخبره.
روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر ﵄:"رأيت النبي ﷺ يَخْضِب بالصُّفرة"، انتهى.
وهذا الاسم انقلبَ على الراوي، ولم يتفطَّن لذلك، فإن ابن حبان، بعد أن أخرجه من طريق مالك، أخرجه من طريق القاسم بن بِشْر بن معروف، حدثنا خالد بن عثمان. قال: ورَوَى عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابرِ: في القضاءِ بيمينٍ وشاهد.
ثم أخرجه عن أبي العباس السرَّاج، عن الحسين بن أبي يزيد، عن خالد بن عثمان، عنه. وقال: هذا خطأ، إنما هو مرسَل ليس فيه جابر.
ولم يذكر ابن حبان علّة الحديث الأول: وقد بيّن ذلك الدارقطنيُّ في "الغرائب" فأخرجه من وجهين عن القاسم بن بشر وقال: كذا سماه القاسمُ بن بشر: خالدَ بنَ عثمان، وإنما هو عثمانُ بنُ خالد، وهو والد أبي مروان محمد بن عُثمان العثماني.
ثم أخرجه من طريق محمود بن علي بن عُبيد، عن عثمان بن خالد، عن مالك مثلَه سواء. وقال: هو في "الموطأ" عن المقبُري، عن عُبيد بن جريج، عن ابن عمر.
وكذا قال الخطيب في "الرواة عن مالك" بعد أن أخرجه من طريق الطَّبراني، عن القاسم بن زكريا المطرّز، عن القاسم بن بشر، وقال: كذا سمَّاه القاسم، ثم ذكر مثلَ ما قال الدارقطني سواء.
= ١: ٢٠٤، الديوان ١١٣. وأما عثمان بن خالد فهو من رجال "تهذيب الكمال" ١٩: ٣٦٣، و "تهذيب التهذيب" ٧: ١١٤.