أستشيره في شيء، فنمت فقال لي: أفلحتَ دُنيَا وآخِرة، ثم انتبهتُ فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ: أفلحتَ دُنيَا وآخِرَة.
وفي الحكاية طول وذكرَ أشياء من هذا الجنس، وفي آخر الجزء هذه الحكايات عن الشيخ ربيع بخط محمد بن هبة الله بن أبي جرادة عم أبي القاسم.
وقرأتُ في "فوائد" أبي بكر بن العَرَبي، حفيدِ القاضي أبي بكر بن العربي، أخبرني الفاضل الزاهدُ ربيع بن محمود المارِدِيني في رجب سنة تسع وتسعين قال: قَدِمَ إلى قلعة مارِدين شيخٌ ممن صَحِبَ النبي ﷺ وصافحه النبيُّ ﷺ ودعا له بطول العُمر، قال: فذكر لنا أنه وصل إلى ماردين من مدة، وليس حول القلعة بناء، قال: ثم غِبتُ سنين كثيرة، وعُدتُ فرأيتُ خَلْقًا خارج القلعة، ثم غبت وعدت.
قال: وكان حاجباه قد نزلا على عينيه من كِبَرِ سنه، فسألتُ ربيعًا عن سنِّه حين رآه، فقال: من ستة أعوام إلى سبعة، قال: وصافحني ربيع كما صافحه صاحبُ رسول الله ﷺ وقال له: هكذا صافحني، فوضع يده اليمنى على يدي اليمنى، وشدَّ عليها ودعا لي بطول العُمر.
قال أبو جعفر الراوي عن أبي بكر بن عبد الله بن العربي: تحمَّل ربيعُ بن محمود عُهدة هذا الرجل.
قلت: وفي سياقه ما يشعر بأن ربيعًا لم يكن يدَّعي التعمير. وأما الصُّحبة فلعل من نقلها عنه، أخذها من لازم دعواه أنه سمع من النبي ﷺ في اليقظة.
وقرأتُ بخط محمد بن الزكيّ المنذري، سمعتُ عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي جَرَادة، سمعتُ جدي يقول: حججتُ سنة