للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرأيت في ليلة من الليالي القمرَ قد انشق نصفين، فغرب نصفٌ بالشرق، ونصفٌ بالغرب، فأظلم الليل، ثم عاد كل نصف إلى مكانه، ثم التقيا فالْتَأما في وسط السماء كما كانا أول مرة، فسألنا الركبان فقالوا: إن نبيًّا بعث بمكة، فسأله أهلها معجزة، فأراهم انشقاقَ القمر.

فتجهزتُ في تجارة وسافرت إلى مكة واجتمعت به، فعَرَفني ولم أعرفه، وبين يديه طَبَقُ رُطب، فقال: يا بابا (١) ادْنُ مني وكُلْ، المرافقةُ من المروءة، والمفارقة من الزندقة، فذَكَر قصةَ إسلامه ودعائِه له: بارك الله في عمرك، وأعادها سِتَّ مرات.

قال: فاستجاب الله دعاءه، وبارك لي بكلّ مرة مئة سنة، فأنا الآن ابن ست مئة سنة وزيادة، وجميعِ من في هذه الضيعة أولادي وأحفادي. انتهى ملخصًا.

ثم ذَكَر الصفَدي فصلًا في تقوية قصة رَتَن، والإنكارِ على من ينكرها، ومعوَّله في ذلك الإمكانُ العقلي.

ورَدَّ عليه القاضي برهان الدين بن جماعة فيما قرأتُ بخطه في حاشية "التذكرة"، بأن المعوَّل في ذلك إنما هو النقل، وليس كل ما يجوّزه العقلُ يَستلزم الوقوع، والله أعلم.

وممن رَوَى عنه ولم يَذكره الذهبي: زيد بن ميكائيل بن إسرافيل الخُوْزَفُوْفلي، حدَّث عنه في سنة ٦٨٢ قال: سمعت رتن بن مهادبو بن باسديو، فذَكَر أحاديثَ موضوعة.

منها: من صلَّى الفجر في جماعة، فكأنما حَجّ خمسين حجة مع آدم … فذَكَر خبرًا ظاهر البطلان.


(١) كذا في الأصول، وفي "الإصابة" ٢: ٥٣٢: "يا أبانا".

<<  <  ج: ص:  >  >>