بكر بن عياش، وعلي بن عمران، ويزيد بن هارون. روى عنه أبو القاسم الجُنيد، وأبو العباس بن مسروق، وإبراهيم بن عبد اللّه المخرِّمي، وغيرهم. واشتهر بالصلاح والزهد والورع.
قال الجنيد: ما رأيتُ أعبدَ من السَّرِيّ، وكانت وفاته سنة ٢٥٨، أتت عليه ثمان وتسعون سنة، ما رُئي مضطجعًا إلَّا في علّة الموت.
وقال أبو بكر الحربي: سمعت السريَّ يقول: حَمِدتُ اللّه مرةً، فأنا أستغفر اللّه من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة، كان لي دُكّان فيه متاع، فاحترق السوقُ، فقال لي رجل: سَلِم دُكّانُك، فقلت: الحمد للّه، ثم فكَّرت فنَدِمتُ.
وقيل: كان بدء أمره، أنه رأى جاريةً سقط منها إناء فانكسر، فبكت، فأخذ من دُكانه إناء فأعطاها، فرآه معروفٌ الكرخي فقال له: بَغَّض اللّه إليك الدنيا، قال السَّري: فكُلُّ ما أنا فيه من بَرَكة دعاء معروف.
وقال الجنيد: سمعت السري يقول: أشتهي أن آكل أكلةً ليس عليَّ للّه فيها تَبِعة، ولا لمخلوق علي فيها مِنَّة، فلم أجد لذلك سبيلًا.
قال: وقلت له عند وفاته: أوصني، فقال: لا تصحبِ الأشرار، ولا تشتغل عن الله بمصاحبة الأخيار.
قال السُّلمي: كان أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد، وتكلَّم في الحقائق والإِشارات، ومناقبه كثيرة.
وإنما ذكرته تبعًا للمصنِّف في ذكر أمثاله، كالحارث المحاسبي، وذي النُّون.
فقرأت في كتاب "الحروف" ليعقوب الحنبلي من تلامذة أبي يعلى بن الفراء، أن أحمد بن حنبل بلغه أن السريَّ قال: لما خلق اللّه الخلق سجدتْ