٣ - ثم متروك، وليس بثقة، وسكتوا عنه، وذاهبُ الحديث، وفيه نَظَر، هالك، وساقط.
٤ - ثم واهٍ بمَرَّة، وليس بشيء، وضعيف جدًّا، وضعَّفوه، ضعيف، واهٍ، منكَرُ الحديث، ونحوُ ذلك.
٥ - ثم يُضعَّفُ، وفيه ضعف، قد ضُعِّف، ليس بالقوي، غيرُ حجة، ليس بحجة، ليس بذاك، تَعرِفُ وتُنِكرُ، فيه مقال، تُكلِّم فيه، لَيِّنٌ، سيِّئُ الحفظ، لا يُحتج به، اختُلِفَ فيه، صدوقٌ لكنه مبتدع.
ونحوُ ذلك من العبارات التي تدل بوضعها على اطّراحِ الراوي بالأصالة، أو على ضَعفِه، أو على التوقفِ فيه، أو على جوازِ أن يُحتج به مَعَ لِينٍ فيه.
وكذلك من قد تُكلِّم فيه من المتأخرين، لا أُوردُ منهم إلَّا من قد تبيَّن ضعفُه واتَّضَح أمرُه من الرواة، إذ العُمدة في زماننا ليس على الرواة، بل على المحدِّثين والمفيدين، والذين عُرفَتْ عدالتهم وصدقهم في ضبط أسماء السامعين.
ثم من المعلوم أنه لا بد من صَوْن الراوي وسَتْرِه، والحدُّ الفاصلُ بين المتقدم والمتأخر، هو رأسُ سنة ثلاث مئة، ولو فتحتُ على نفسي تليينَ هذا الباب، ما سَلِمَ معي إلَّا القليل، إذ الأكثر لا يَدْرون ما يروون، ولا يعرفون هذا الشأن، وإنما سُمِّعوا في الصِّغَر، واحتِيجَ إلى علو سندهم في الكِبَر، والعُمدةُ على من أفادهم، وعلى من أَثبَت طِباقَ السَّماع لهم، كما هو مبسوط في علوم الحديث، والله الموفق، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله. (هذا آخر الخطبة).
وقد وجدتُ له في أثناء الكتاب، ما يَصلح أن يكون في الخطبة، كقولِهِ في ترجمة أبان العطَّار (١): إذا كتبتُ (صح) أولَ الاسم، فهي إشارة إلى أن العمل على توثيق ذلك الرجل.