مات سنة ٥٨٧، ثم حكى في آخر ترجمته أنه قتل سنة ست؟!
قال ابن خلكان: يحيى بن حَبَش الملقَّب شهاب الدين، وقيل: اسمه أحمد، وقيل: اسمه كنيته، وهو أبو الفتوح، وكان أوحد أهل زمانه في العلوم الحِكَمية، جامعًا للفنون الفلسفية، بارعًا في الأصول الفقهية، مُفْرِط الذكاء، فصيح العبارة.
وقيل: إنه كان يعرف السِّيمياء. وله تصانيف كثيرة، ومن كلامه: اللهم خَلِّص لطيفي من هذا العالم الكثيف. ومن كلامه: حرامٌ على الأجساد المظلمة أن تَلج ملكوتَ السماء.
وقفَتْ تُسائِلُه فردَّ جوابَها … رجعُ الصَّدا أنْ لَّا سبيل إلى اللِّقا
فكأنها بَرْقٌ تألَّق في الحمى … ثم انطوى، وكأنه ما أَبْرَقا
قال: وكان شافعيَّ المذهب، ويلقب بالمؤيِّد بالمَلَكُوت، وكان يتَّهم بانحلال العقيدة والتعطيل، واعتقاد مذهب الحكماء، واشتهر ذلك عنه، فأفتى علماءُ حلب بقتله لما ظهر لهم من سوء مذهبه، وكان يشدُّهم ابن جَهْبَل وأخوه.
وقال السيف الآمدي: اجتمعتُ به في حلب فقال لي: لا بد أن أملك الأرض، فقلت: من أين لك هذا؟ قال: رأيت في النوم أني شربت البحر.