للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجيب، وحالٌ غريب، وهو من كبار مشايخ "الرسالة".

وما أحلى قوله: لو نظرتُم إلى رجل أُعطيَ من الكرامات حتى يرتفع في الهواء، فلا تغترُّوا به حتى تنظروا كيف هو عند الأمر والنهي، وحفظِ حُدود الشريعة.

وقد نقلوا عن أبي يزيدَ أشياء الشأنُ في صحتها عنه. منها: "سُبْحاني". "وما في الجُبَّة إلَّا الله". "ما النار؟! لأستندنَّ إليها وأقول: اجعلني لأهلها فداءَ ولأبْلَعَنَّها". "ما الجنة؟! لُعْبَة صِبيان". "هَبْ لي هؤلاء اليهود، ما هؤلاء حتى تعذِّبهم؟ ".

ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول: قاله في حال سُكْرِهِ (١).

قال أبو عبد الرحمن السُّلمي: أنكر عليه أهل بِسْطام، ونقلوا إلى الحسين بن عيسى البِسْطامي أنه يقول: له معراجٌ، كما كان للنبي ، فأخرجه من بسطام، فحَجَّ ورجع إلى جُرجان، فلما مات الحسين، رجع إلى بِسْطام.

قلت: كان الحسين من أئمة الحديث .. وأبو يزيد فمسلَّم حالُه له، والله متولِّي السرائر، ونبرأ إلى اللهِ من كل مَنْ تعمَّد مخالفة الكتاب والسنَّة.

ومات أبو يزيد سنة ٢٦١.

* * *


= ١٣: ٨٦، الوافي بالوفيات ١٦: ٥١٤، البداية والنهاية ١١: ٣٥، شذرات الذهب ١٤٣:٢.
(١) وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٨٨:١٣: وجاء عنه أشياء مشكلة، لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حال الدهشة والسُّكْر، والغيبة والمحو، فتطوى ولا يحتج بها، إذ ظاهرها إلحاد. مثل: سبحاني … إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>