للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد سمعت بنفسي من فضيلة الشيخ السلقيني ثناءً على والدي ، وأنه كان أجود تلاميذه لمّا درّسه.

٢٠ - الأستاذ الكبير حجة العصر فقهًا ولغة الشيخ مصطفى أحمد الزرقا وتغمده بواسع رحمته (١٣٢٢ - ١٤٢٠) (١).

قال والدي عنه لما سُئل في "الاثنينية" (٢) عن أكثر الناس تأثيرًا في حياته، بعد حديثه عن الشيخ عيسى البيانوني : وتأثرت أيضًا بفضيلة الأستاذ الشيخ مصطفى الزرقا فتعلمت منه العلم والفقه والعقل، وهذا شيء لا يوجد في الكتب، تَعَلُّم الإدراك، تَعَلُّم البصيرة، تَعَلُّم المعرفة، تَعَلُّم وزن الأمور، تَعَلُّم إيرادها وإصدارها. اهـ كلامه .

قلت: كلُّ من جالس الأستاذ الزرقا رأى منه الرزانة والحَصَافة، وقد كان والدي يُجِلُّه ويحترمه حتى وفاته، ويقبِّل يدَه كلما زاره، وقد حزن الشيخ الزرقا عند وفاة والدي حزنًا شديدًا، وقال عنه لما بكاه: إنه لا يعلم له مثيلًا في هذا العصر.

وقد أخذ الشيخ مصطفى الزرقا الفقه والعقل عن والده الشيخ أحمد الزرقا ، فإنه كان فقيهًا رزينًا، رجل علم وعقل وإدارة ودولة.

وقد حضر والدي على الشيخ أحمد الزرقا وتَلْمَذَ عنده لمامًا إلَّا أن حضوره على ابنه الشيخ مصطفى كان أكثر، وتلمذته عليه كانت أطول، فدرس عليه الفقه الحنفي في المدرسة الخسروية، وجوانب من الفقه العام المقارن، وجانبًا من كتاب "الموافقات" للشاطبي، وذلك كله قبل سفر الوالد إلى مصر.


(١) كانت فاجعتنا بالشيخ مصطفى في ١٩ ربيع الأول ١٤٢٠، والكتاب ماثل للطبع.
(٢) ٦٤٨:١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>