وقال ابن عساكر: روى عن أحمد بن عيسى بن الوشّاء، وبكر بن أحمد بن حفص الشعراني، وعلي بن عبد الله بن علي الرَّملي، وجماعة. روى عنه أبو عبد الله بن نظيف الفراء، وعلي بن منير الخَلَّال، ومحمد بن جعفر المَرِسْتَاني، وآخرون.
قال: وبلغني أن أصله من بغداد، وولي قضاء دمشق سنة ٣٤٨، وقَدِمها سنة تسع.
قال: وكان ولي قبل ذلك قضاء مصر سنة تسع وعشرين، فأقام سنة، وفي سنة إحدى وثلاثين، وفي سنة أربع وثلاثين. قال: وتوفي في ذي القعدة سنة ٣٦٩. ويقال: إنه جاوز التسعين. وهجاه محمد بن بدر العفاري المصري.
وذكر ابن زولاق، أنه أولَ ما ولي قضاء مصر، كان خليفةً عن الحسين بن عيسى بن هَرْوَان، استنابه من بغداد، ثم صُرف في شوال من السنة، ثم أعيد في رجب سنة ٣١ نيابة أيضًا عن الحسين.
ثم قدم الحسين مصر، فبلغه أنه يسعى في الاستقلال فصَرَفه، واستنابَ الحسن بن عبد الرحمن الجوهري، ثم ابن الحداد، ثم أعيد ابن وليد في سنة ٣٤ لمالٍ بذله للإخْشِيد، وأخرج كتابًا من الخليفة المستكْفِي له استقلالًا، فأرسل إليه ابنُ هَرْوَان يتهدّده، فكان خائفًا منه.
إلى أن بلغه موته، فتبسَّط في الأحكام، واستهان بالكبار، قال: وكان كثير الهَزْل والمجون في مجلس يحضرُه الشيوخ، ثم وَلَّى المطيعُ محمدَ بنَ الحسنِ بن عبد العزيز الهاشمي قضاءَ مصر، فاستخلف ابنَ وليد، ثم عزله واستخلف أخاه عمر بن الحسن.
قال: فأقام ابن وليد معطَّلًا مدة اثنتي عشرة سنة، ثم ولي قضاء دمشق، فلم يحمَدْهُ أهلها، ونُهِبت داره، فعاد إلى مصر في سوء حالٍ واختلال، فأقام بها إلى أن مات وقد جاوز التسعين، وظهرت عليه أمارات الخَرَف.